[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لعلك فزعت من هذا العنوان، ولكن فزعًا أكبر منه اجتاح أمان الصغار "أسامة وحنين"
حينما رأوا بأعينهم ذلك المشهد العنيف من الشجار بين والديْهما، والذي تخلله
تشابكهما بالأيدي ثمّ استطالة الأب على زوجته محاولًا –في سَوَْرة غضبه- أن يكتم
أنفاسها حتى لا تصرخ وتستغيث مرددًا:
لا تصرخي وإلا سأقتلك!
إن صدى هذا الموقف العنيف ظل عالقًا بأذهانهم، وبحكم أعمارهم الصغيرة لا يدركون
إلا أن والدهم سيقتل أمهم بالفعل..!
لقد زعزع هذا الموقف – الذي ربما تكرر- أمانهم النفسي تمامًا، وأثر سلبيًا على أمور
كثيرة في حياتهم، وكلما ضمتهم الأم بين أحضانها الدافئة ذكّرَهم قربها منهم بخوفهم
من فقدها، فيبتدروها بهذا السؤال:
أحقًا يا أمي ..هل كان أبي سيقتلك؟
أين ذهب السكن..وأين ذهبت المودة؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
حينما رأوا بأعينهم ذلك المشهد العنيف من الشجار بين والديْهما، والذي تخلله
تشابكهما بالأيدي ثمّ استطالة الأب على زوجته محاولًا –في سَوَْرة غضبه- أن يكتم
أنفاسها حتى لا تصرخ وتستغيث مرددًا:
لا تصرخي وإلا سأقتلك!
إن صدى هذا الموقف العنيف ظل عالقًا بأذهانهم، وبحكم أعمارهم الصغيرة لا يدركون
إلا أن والدهم سيقتل أمهم بالفعل..!
لقد زعزع هذا الموقف – الذي ربما تكرر- أمانهم النفسي تمامًا، وأثر سلبيًا على أمور
كثيرة في حياتهم، وكلما ضمتهم الأم بين أحضانها الدافئة ذكّرَهم قربها منهم بخوفهم
من فقدها، فيبتدروها بهذا السؤال:
أحقًا يا أمي ..هل كان أبي سيقتلك؟
أين ذهب السكن..وأين ذهبت المودة؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لقد عدَّ الله تعالى ذلك السكن الذي يجعله بين الزوجين من عظيم آياته وكبير نعمه
على عباده، قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
وهذا السكن لا يتحقق إلا بكوْن كل واحد من الزوجين معترفًا بحقوق الآخر قائمًا
بواجباته الشرعية تجاهه، فإذا أخل أحدهما أو كلاهما بشيء من هذه الحقوق
والواجبات دب النزاع بينهما، وبدأت الأسرة في الانهيار.
والأطفال لديهم حاسة مرهفة،مرتبطة بنفسية الوالدين، فإن أحسّوا اضطرابًا في
وضع الوالدين انتقل هذا الاضطراب إلى نفوسهم، وكلما استمرت الخلافات بين الوالدين
سافرةَ أمام أعينهم، يعايشون تفاصيلها..كلما ازداد تأثيرها المدمّر عليهم .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أولًا: تؤثر الخلافات الزوجية على شخصية الأبناء وحالتهم النفسية والصحية:
إذا لم يكترث الزوجان بوجود الأولاد في مكان الشجار، وأطلقا لأنفسهما العنان فأخذ
كل منهما يعبر عن آلامه وأحزانه ويكيل الاتهامات للطرف الآخر وينعته بالأوصاف
السيئة ويكيل له الشتائم ويدعو عليه بالهلاك والشر، مع ما يصاحب ذلك غالبًا من
انهيار الأم باكيةً، وارتفاع صوت الأب مهددًا ومتوعدًا! عند هذه الدرجة يصبح النمو
الصحي والعاطفي للأبناء في خطر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أما إذا ازدادت الأمور سوءًا وامتدت يد الأب إلى الأم ضاربًا لها وتكرر هذا المشهد
أمام الأبناء..فسيترك أثرًا بالغ السوء على نفوسهم وقد يؤدي بهم إلى الانسحاب
من الأسرة والمجتمع والانضمام إلى رفاق السوء والجانحين في صورهم المختلفة،
أو فقدان الثقة بالنفس وبالناس، والانغماس في أحلام اليقظة، فقد أثبتت الدراسات
التي أجريت على الجانحين من الأطفال أن:
- معظم الأطفال الجانحين يأتون من منازل مفككة، ومنازل تكثر فيها الاحتكاكات بين الزوجين.
[عدنان حسن باحارث, مسئولية الأب المسلم في تربية الولد]
- أن سبب انحراف 70- 90 % من الأطفال الجانحين في المجتمعات الغربية؛ يعود
إلى عدم وجود وحدة في الرأي والاتفاق بين الوالدين، وأن هؤلاء الأطفال يكونون فيما
بعد أفرادًا غير أسوياء، ويتصفون بالخوف والكآبة والصمت، كما يتصفون بالكذب
والعصيان وبعض الاضطرابات السلوكية الأخرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- يعتبر القلق الليلي من أظهر أعراض إحساس الطفل بالخطر وعدم الأمن، وتَمثُل
المشاحنات بين الوالدين يعدّ أهم عامل يهزّ القيم والحب والمثل العليا والأمان عند الطفل.
[د.حاتم محمد آدم, الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى 12 سنة]
- ومن الغريب أن نعرف أن الخلاف الصامت الذى يحاول الوالدان إخفاؤه ظاهريًا
عن الأبناء، أشدّ تأثيرًا على الأبناء من الخلاف الصاخب؛ فقد عزّت بعض الآراء العلمية
الحديثة أحد أسباب الإصابة بمرض الربوْ فى سنوات الطفولة الأولى إلى الخلاف
المكتوم بين الأبوين الذى يستشعره الطفل وإن كان خافيًا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- وأكدت الدراسات أن الطفل الذي يعيش بين زوجين مختلفين دائمًا يتعرض للأمراض
بنسبة 40% عن الطفل العادي، كما يصاب بالهزال وعسر الهضم.
[هداية الله أحمد شاش, موسوعة التربية العملية]
- فقد الطفل للإحساس بالأمان يأتي في مقدمة الأضرار النفسية التي تصيبه، في
الوقت الذي تكون فيهالحاجة للشعور بالأمن من أهم الحاجات النفسية التي ينبغي
توفيرها للطفل في أسرته.
ويزداد أثر ذلك عندما يعي الطفل التركيبة الاجتماعية للأسرة، وضرورة وجود
الأبوين معًا لقيامها، والذي يظهر بوضوح بعد سن السادسة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- في الوقت الذي يحمل الطفل صورة ذات مكانة خاصة لوالديه فإن شجار والديه
لاسيما عندما يتضمن سبّا أو تحقيرًا لأحدهما فإن ذلك يؤذي الطفل ويؤدي إلى
تشويه صورة الأبوين أو أحدهما في عقله، ويهزّ مكانته لديه.
- قد يكون الأثر النفسي واضحًا ومباشرًا على الأبناء كتعبير عن الهروب من هذا
الوسط المشحون بأن يغطي الطفل وجهه أو أذنيه، وقد ينسحب لغرفة أخرى بعيدًا
عن ذلك الشجار وقد ينخرط في سلوكيات تعويضيه مثل:زيادة اللعب أو البقاء خارج
المنزل كثيرًا وعدم الرغبة في البقاء فيه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]