الرئيسية
أين حرب غزة من اتفاقية جنيف الرابعة ؟....... بقلم/ دكتور إيهاب الدالي
د.ايهاب الدالي
B]حماية "الجرحى والمرضى من المقاتلين وغير المقاتلين، والأشخاص المدنيين الذين لا يشتركون في الأعمال العدائية " من أخطار القتال دون أي تمييز.هذا حسب ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة والموقعة في 12 أغسطس 1949م جاء في نصوص المواد من المادة 13 وحتى المادة 26 من الاتفاقية.
يجب احترام وحماية عمليات نقل الجرحى والمرضى المدنيين والعجزة والنساء النفاس التي تجري في البر بواسطة قوافل المركبات وقطارات المستشفى .
حرب ضروس استمرت 22 يومأً لم تهز الضمائر العربية، حتى صدقنا ما قيل عن (إسرائيل) بأنها شنت الحرب على غزة وأبادتها بدعمٍ من دولٍ عربية ؟؟؟
ولم تحرك مشاعر فئة قليلة من الفلسطينيين الذين فرحوا في اللحظات الأولى للقصف فمنهم من قال ساخراً "أيوه هيك يا ليفني دمريهم ما تخليش ولا راية خضراء"، جاهلين أن عدونا واحد وآلياته الحربية لا تميز بين أخضر أو أصفر فبالنسبة له الألوان كلها مستهدفه، فاللون الذي يعرفه هو لون الدم الفلسطيني الذي يزيده إجراماً، فنحن لا نريد منكم إلا الالتفاف حول الصف الفلسطيني ضد عدونا وعدوكم .
يا من تدّعون الديمقراطية واحترام القوانين والاتفاقيات الدولية من الذي عمل على إبادة شعب بأكمله، واستخدم القنابل الفوسفورية ضد أطفاله المدنيين العزل وطائرات أفــــــــــ16 التي تهدم كل معاني الحياة.
مجزرة آل السموني التي وقعت شرق مدينة غزة شاهد على وحشيتكم أيها الإرهابيون حيث قصفتم منزل لأحد أفراد العائلة تجمع فيه نحو مئة شخص من عائلة السموني استشهد خلاله 30 شخص من هذه العائلة، وأين حماية الجرحى والمرضى حيث ظل العديد ينزفون دون إسعاف حتى لقوا نحبهم، عدى الذين بقوا لعدة أيام تحت الأنقاض واستمرت الجثث ملقاة على الأرض أمام الأطفال والنساء يستصرخون ويستنجدون من لنا غيرك يا الله .
وكذلك مجزرة آل الداية، حيث قصفت طائراتكم من طراز أفـــــــ 16 منزل العائلة في حي الزيتون المكون من ثلاث طبقات تضم 7 وحدات سكنية حيث أصبح كومة من تراب واستشهد 22 من أفراد العائلة.
إلى الذين قصفوا المساجد وقتلوا المصلين داخلها نقول لهم قتلاكم في النار وشهداؤنا في الجنة ، إليكم قول الله تعالى } ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم } .
الاتفاقية تكفل حرية مرور جميع رسالات الأدوية والمهمات الطبية وتوفير حماية خاصة لرجال المهمات الطبية وطواقم الإغاثة الإنسانية، ولا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس.
تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في يوليو 2009 : " الهجمات ضد أفراد أطقم الإسعاف وغيرهم ممن كانوا يحاولون إخلاء الجرحى كانت متعمدة ، وأنها تكررت خلال عملية الرصاص المسكوب وفي جميع أنحاء قطاع غزة" .
يا منتهكي كل المواثيق والأعراف الدولية إن قتلتم العلماء والمجاهدين وأصحاب الهمم العالية ووأدتم أطفالنا فلن ترهبونا ولن تنزعوا منا حب الشهادة ولن نرحل عن أرضنا التي اغتصبتموها، فاغربوا عنا إلى ملاجئ اللقطاء التي جئتمونا منها .
إلى الذين رقصوا على دماء أكثر من 1500 شهيد من المدنيين وإصابة أكثر من 5000 جريح ومعاق، ويستهزئون على أبطال غزة قائلين...عن أي نصرِ تتحدثون؟
فلن نرد على تفاهتكم, سيجيب عليكم من عرفوا نصر الثبات والصمود، فهذا نائب لدولة أجنبية (جورج جالوي) يقطع الحدود والسدود جاء إلينا بقافلة "شريان حياة 3" يخاطبنا "أيها الناس لا تشكرونا على مجيئنا، بل نحن من يتوجب أن نشكركم على صمودكم وعلى ما قدمتموه في ثباتكم".
أين ذهب الصهاينة من القانون الدولي الإنساني؟ ومن محكمة الجنايات الدولية ؟
أترك الإجابة إلى حكامنا العرب أولاً ولكل الذين تابعوا الحرب من خلال وسائل الإعلام وسالت منهم الدموع لمناظر تقشعر لها الأبدان .
معاً نحو عدالة دولية أكثر إنصافا
قطاع غزة تلك المدينة لوطن محتل عاش المآسي والويلات عاصر الانتفاضتين، فهل ما نشاهده من تقارير وإدانات للمحتل الغاصب والمطالبة بمحاكمة قياداته هي بداية انتفاضة عالمية ثالثة تحتضنها غزة ؟
نعم بدأ العالم يدرك خطورة ووحشية ما يرتكبه الصهاينة من مجازر وجرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين .
لقد طفح الكيل فالإسرائيليون ليسوا فوق القانون، والإرهاب الصهيوني هو من قتل ودمر واستخدم الأسلحة المحرمة دولياً، واتخذ الأطفال والنساء كدروع بشرية أمام الدبابات بات أمراً مكشوفاً للجميع وشيئاً لا يحتمل السكوت عليه.
فجاء تقرير القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون يدين الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة , وتحركت بعض الدول والمؤسسات بالطلب من محكمة الجنايات الدولية باستدعاء قادة إسرائيليين متهمين كمجرمي حرب، واتخذت محكمة وستمنستر البريطانية قراراً باعتقال ليفني في حال وصولها الأراضي البريطانية، ومجيء مئات المتضامنين الأجانب يزحفون إلى قطاع غزة ماضين أكثر من شهر وهم يقطعون آلاف الكيلومترات حتى يمدوا غزة بالغذاء والدواء .
نريد تحرك جميع المحاكم الدولية والعربية والأجنبية، والعمل على ردع إسرائيل ومقاضاة قاداتها المجرمين ومحاكمة كل من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي وإيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل السابق وإيهود باراك وزير الدفاع وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة وشاؤول موفاز رئيس أركان جيش الحرب الإسرائيلي السابق كمجرمي حرب واعتقالهم فوراً، ولتعود إلى القانون الدولي الإنساني هيبته واحترامه.
