(7)
خشعا أبصارهم يخرجون من الاجداث كأنهم يخرجون من قبورهم خاشعة ذليلة ابصارهم من الهول
كأنهم جراد منتشر في الكثرة والتموج والانتشار في الامكنة .
(
مهطعين إلى الداع مسرعين مادي أعناقهم إليه أو ناظرين إليه القمي إذا رجع فيقول ارجعوا
يقول الكافرون هذا يوم عسر صعب .
في الكافي عن السجاد عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهم السلام في حديث يوم القيامة قال فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم يا معشر الخلائق أنصتوا واستمعوا منادي الجبار قال فيسمع آخرهم كما يسمع أو لهم قال فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداع قال فعند ذلك يقول الكافر هذا يوم عسير .
(9)
كذبت قبلهم قبل قومك
قوم نوح فكذبوا عبدنا نوحا
وقالوا مجنون وازدجر وزجر عن التبليغ بأنواع الاذية القمي أي اذوه وأرادوا رجمه .
(10)
فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر فانتقم لي منهم وذلك بعد يأسه منهم .
في الكافي عن الباقر عليه السلام قال لبث فيهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية فلما أبوا وعتوا قال رب أنى مغلوب فانتصر .
(11)
ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر منصب وهو مبالغة وتمثيل لكثرة الامطار وشدة إنصبابها .
(12)
وفجرنا الارض عيونا وجعلنا الارض كلها كأنها عيون منفجرة وأصله وفجرنا عيون الارض فغير للمبالغة
فالتقى الماء ماء السماء وماء الارض
على أمر قد قدر قدره الله عز وجل .
في الكافي عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال لم تنزل قطرة من السماء من مطر إلا بعدد معدود ووزن معلوم إلا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلام فإنه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد .
(13)
وحملناه على ذات ألواح ذات أخشاب عريضة ودسر القمي قال الالواح السفينة والدسر المسامير قال وقيل الدسر ضرب من الحشيش شد به السفينة .
(14)
تجري بأعيننا بمرأى منا القمي بأمرنا وحفظنا جزاء
لمن كان كفر أي فعلنا ذلك جزاء لنوح لانه نعمة كفروها فإن كل نبي نعمة من الله ورحمة على امته .
(15)
ولقد تركنها آية يعتبر بها إذ شاع خبرها
فهل من مدكر معتبر .
(16)
فكيف كان عذابي ونذر انذاراتي أو رسلي وقد مضى تمام هذه القصة في سورة هود .
(17)
ولقد يسرنا القرآن سهلناه للذكر للاذكار والاتعاظ لمن يذكر بأن صرفنا فيه أنواع المواعظ والعبر
فهل من مدكر متعظ .
(1
كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر وإنذار أتي لهم بالعذاب قبل نزوله .
(19)
إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا باردة
في يوم نحس شؤم
مستمر أي مستمر شؤمه إلى مثله .
في العلل عن الصادق عليه السلام الاربعاء يوم نحس مستمر لانه أول يوم وآخر يوم من الايام التي قال الله عز وجل سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما .
وفي العيون برواية الرضا عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام .
وفي المجمع برواية العياشي عن الباقر عليه السلام إنه كان في يوم الاربعاء وزاد العياشي في آخر الشهر لا يدور .
وفي الفقيه والخصال عن الباقر عليه السلام إن لله عز وجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه موكل بكل ريح منهن ملك مطاع فإذا أراد الله عز وجل أن يعذب قوما بعذاب أوحى الله إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح الذي يريد أن يعذبهم به فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب ولكل ريح منهن إسم اما تسمع لقول الله عز وجل إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر وفي الكافي ما في معناه .
(20)
تنزع الناس تقلعهم روي أنهم دخلوا في الشعاب والحفر وتمسك بعضهم ببعض فنزعتهم الريح منها وصرعتهم موتى
كأنهم أعجاز نخل منقعر اصول نخل منقلع عن مغارسه ساقط على الارض قيل شبهوا بالاعجاز لان الريح طيرت رؤوسهم وطرحت أجسادهم .
(21)
فكيف كان عذابي ونذر كرره للتهويل وقيل الاول لما حاق بهم في الدنيا والثاني لما يحيق بهم في الاخرة كما قال أيضا في قصتهم لنذيقهم عذاب الخزى في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة أخزى وقد مضى تمام القصة في سورة الاعراف وهود .
(22)
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر .
(23)
كذبت ثمود بالنذر بالانذارات والمواعظ أو الرسل .
(24)
فقالوا أبشرا منا من جنسنا واحدا منفردا لا تبع له
نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر جمع سعير كأنهم عكسوا عليه فرتبوا على اتباعهم إياه ما رتبه على ترك اتباعهم له .
(25)
ءالقي الذكر الكتاب والوحي
عليه من بيننا وفينا من هو أحق منه بذلك
بل هو كذاب أشر حمله بطره على الترفع علينا بادعائه .
(26)
سيعلمون غدا من الكذاب الاشر الذي حمله أشره على الاستكبار على الحق وطلب الباطل أصالح أمن كذبه وقرئ ستعلمون على الالتفات أو حكاية ما أجابهم به صالح .
(27)
إنا مرسلوا الناقة مخرجوها وباعثوها
فتنة لهم اختبارا
فارتقبهم فانتظرهم وتبصر ما يصنعون
واصطبر على اذاهم .
(2
ونبئهم أن الماء قسمة بينهم مقسوم لها يوم ولهم يوم
كل شرب محتضر يحضره صاحبه في نوبته .
(29)
فنادوا صاحبهم قدار بن سالف احيمر ثمود
فتعاطى فعقر فاجترأ على تعاطي قتلها فقتلها أو فتعاطى السيف فقتلها والتعاطي تناول الشئ بتكلف .
(30)
فكيف كان عذابي ونذر .
(31)
إنا أرسلنا عليهم صيحة وحدة فكانوا كهشيم المحتظر كالحشيش الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء وقد مضى قصتهم مفصلة في سورة الاعراف .
(32)
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر .
(33)
كذبت قوم لوط بالنذر .
(34)
إنا أرسلنا عليهم حاصبا ريحا تحصبهم بالحجارة أي ترميهم
إلا لوط نجيناهم بسحر في آخر الليل .
(35)
نعمة من عندنا انعاما منا
كذلك نجزي من شكر من شكر نعمتنا بالايمان والطاعة .
(36)
ولقد أنذرهم لوط بطشتنا أخذتنا بالعذاب
فتماروا بالنذر فكذبوا بالنذر متشاكسين وتدافعوا بالانذار على وجه الجدال بالباطل .
(37)
ولقد راودوه عن ضيفه قصدوا الفجور بهم
فطمسنا أعينهم فمسخناها وسويناها بسائر الوجه أهوى جبرئيل باصبعه نحوهم فذهب أعينهم وفي رواية أخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال شاهت الوجوه فعمي أهل المدينة كلهم وقد سبقت الروايتان مع تمام القصة في سورة هود
فذوقوا عذابي ونذر فقلنا لهم ذوقواعلى السنة الملائكة أو ظاهر الحال .
(3
ولقد صبَّحهم بكرة عذاب مستقر يستقر بهم حتى يسلمهم إلى النار .