الرئيسية
اثبتت توقعات البرت انشتاين المرتبطة بنظرية النسبية التي اطلقها الفيزيائي في عام 1915، بدقة اعلى بعشرة آلاف مرة من المرة الاخيرة التي اجريت فيها دراسة حول هذا الموضوع في عام 1976، وذلك بحسب دراسة نشرت الاربعاء. وورد في بيان جامعة بيركلي في كاليفورنيا ان 'نتائج الدراسة تبين مرة اخرى ان نظرية انشتاين تصف بدقة العالم الواقعي' الذي تغير فيه قوة الجاذبية سرعة مرور الوقت.
وكانت اجريت تجارب في طائرات او صواريخ برهنت تأثير التسارع الناتج في الجاذبية على عمل الساعات التي تصبح ابطأ من الساعات على الارض. وسمحت التجربة التي اجرتها وكالة 'ناسا' الفضائية في 1976 باحتساب هذا التأثير بدقة عالية جدا. وقال هولغر مولر من جامعة كاليفورنيا المشرف الرئيسي على الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة 'نيتشر' ان هذه النتائج ليست نظرية فحسب بل هي تؤثر في الاقمار الصناعية لنظام التموضع العالمي مما يتطلب ساعات عالية الدقة.
في الواقع 'يستطيع نظام التموضع (جي بي اس) تحديد المكان بدقة عالية جدا' بفضل اقمار صناعية تنقل افضل الساعات الذرية. الا ان ارتفاع هذا القمر مترا واحدا يكفي للتأثر في دقة تحديد المكان، لأن كل ابتعاد عن مركز الارض يعني انخفاض الجاذبية، بحسب الباحث. واشار مولر ايضا الى انه 'بما اننا نستخدم ساعات دقيقة اكثر فأكثر من الضروري ان نعي تأثير الجاذبية عليها'.
وقضت الدراسة التي اجراها وفريقه بمراقبة ذرات سيزيوم احتجزت بواسطة اشعة الليزر البارد واستمرت 0,3 ثانية فقط. وخلالها امكن قياس فارق مرور الوقت بدقة عالية جدا بين ذروة تسقط مسافة 0,1 ملم وذرة غير متحركة. وبما انه يصعب استيعاب هذه النتيجة نقلها مولر الى مقياس زمني آخر. فلو استمر سقوط الذرة 14 مليار سنة (بدلا من 0,3 ثانية)، 'سيكون فارق مرور الوقت 0,01 ثانية، اما دقة القياس فستكون 60 الف من مليار من الثانية، اي الوقت الذي يحتاجه الضوء لاجتياز مسافة سنتيمتر واحد'.
