في رمضان المبارك ، لا تسألني من أنا ، فأنا شخص شغلته الذنوب عن الإجابة ، وأخذت الآثام عليه وقته ، فأصبح باكيا على نفسه، وأمسى نائحا على ما اقترف من جرائر ، فلا تسألني أيها الصديق المحب من أنا .
لقد صار لي ، مما جمعت في حضرتي ، من أوحال الزلات ، ما لا تكال من كثرتها ، ولا تقابل من اتساع رقعتها ، وامتداد حجمها ، مقارنة مع بحار هذه الأرض ، ومحيطاتها ، وأنهارها ، و ما من السماء من قطر نزل ، وما إلى السماء من ماء تبخر ، وما في أعماق البسيطة من مصبات جارية ، وممرات مائية سارية ، فدعك ، يا محبي ، ويا صديق شخصٍ لا تعرف من هو ، دعك مني ، ولا تصك أسماعي بسؤالك إياي " من أنت ؟" ، فمشغول أنا يا رفيقي ، بنفسي ، وبأوحالها التي فاقت سوائل الدنيا كلها ، مشغول بتجفيفها ، وإزاحتها من حضرتي ، دلوا دلوا ، فان لم أستطع ، فكوبا كوبا ، فان لم استطع ، فكفا كفا ، وما ذلك إلا لعلمي ، أن ما تجففه شمس هذا الشهر في ساعة لا تجففه شموس الشهور الأخرى في شهر ، فلا تسألني من أنا .
إنني ، و بعدما وجدت في سجلاتي الأخروية ، ما كنت غافلا عنه منذ ثلاثين عاما ، وجدته مسطورا علي ، بدقة متناهية ، وعدل مطلق ، وأمانة لم يسمع عن مثلها أهل هذه المسكونة بعد ، إنني بعدما وجدتها بكاملها دون نقص أو زيادة ، وبظلامها دون ضوء أو شعاع ، وبخريفها دون شتاء أو ربيع ، وبصغيرها وكبيرها ، وبمرها وحلوها ، وأظن أنني لم أجد فيها حلوا إلا بمقدار ما نرشف من بحر عميق و ممتد رشفة لا لتلامس ملوحتها أوردتنا ، بل لنقذفها بعد أن نغسل بها أفواهنا مما علق بها من بقايا طعام لذيذ ، إنني مشغول ، أيها السائل المشفق على شخصي ، يا من عاهدتك على الوفاء بالصحبة حتى في أحلك الظروف ، ها هي ، ذنوبي ، وها هي خطاياي ، ترغمني على أن أسكت في حضرتك بل تتمنى عليك ألا تسألني من أنا ، على الأقل في هذا الشهر الكريم المبارك ، لأن أناي التي كنتَ تعرفها ، قد اكتشفت هذه السجلات ، وتلك الدفاتر والقراطيس ، اكتَشَفتَها تعج بما لا يسر نفسي الاطلاع عليها مرة أخرى إلا بعد تبييضها ، ونقشها ، بالحسنات لا بالسيئات ، وبالطاعة لا بالعصيان ، وبالإنابة لا بالتمرد ، وبالدخول في فردوس الرحمن لا بالاستقرار في ظلاميات الشيطان ، فاترك لي نفسي يا رفيقي ، ولا تسألني من أنا .
سل البحر عن أمواجه ، والسماء عن مطرها ، والأرض عن أزهارها ، والشمس عن ضيائها ، والقمر عن نوره ، والجبال عن علوها ، والجمال عن سحره ، والربيع عن نداوته ، والفجر عن طلاوته ، ولا تسألي من أنا . فان لهذه المسميات ما يجعلها تبتسم ، وهي تجيبك عن إنجازاتها ، بل وهي تتمايل عندما تقول لك إنها لم تعص الله في يوم من الأيام ، أقل من معصية ، أما أنا أيها الأخ الحبيب ، الراغب في السؤال عني ، فلا تسألني من أنا ، فلي شأن يملأ علي وقتي ، ولي من عطش الحسنات ما يشدني إلى ذاتي ، سيما في هذا الشهر ، فما أخلصك من محب ، لو أرجأت السؤال عني إلى وقت آخر .
سل الزهاد عن زهدهم ، والعلماء عن ورعهم ، والمتقين عن خشيتهم من الله ، والصالحين عن أعمالهم الصالحة ، أما أنا فإن شئت أن تسألني عن شيء ، فلا تسلني عن غير المعاصي ، ولا تستجوبني إلا عن الآثام ، ولا تحاورني في شيء خلا الذنوب ، فأنا بها خبير ، ولها مجرب ، وفي وحلها سابح ، وعلى نارها محترق ، فعنها سلني ، عنها فقط ، لأنني أريد أن أصبح اليوم ، جاهلا بها و لها ، و بعيدا عن تجربتها ، ومخمداً لنارها ، وناجياً من بحرها ، فعنها سلني ، أما من أنا ، فلا تسألني ، أيها الصديق ، لا تسألني من أنا ؟!
لقد صار لي ، مما جمعت في حضرتي ، من أوحال الزلات ، ما لا تكال من كثرتها ، ولا تقابل من اتساع رقعتها ، وامتداد حجمها ، مقارنة مع بحار هذه الأرض ، ومحيطاتها ، وأنهارها ، و ما من السماء من قطر نزل ، وما إلى السماء من ماء تبخر ، وما في أعماق البسيطة من مصبات جارية ، وممرات مائية سارية ، فدعك ، يا محبي ، ويا صديق شخصٍ لا تعرف من هو ، دعك مني ، ولا تصك أسماعي بسؤالك إياي " من أنت ؟" ، فمشغول أنا يا رفيقي ، بنفسي ، وبأوحالها التي فاقت سوائل الدنيا كلها ، مشغول بتجفيفها ، وإزاحتها من حضرتي ، دلوا دلوا ، فان لم أستطع ، فكوبا كوبا ، فان لم استطع ، فكفا كفا ، وما ذلك إلا لعلمي ، أن ما تجففه شمس هذا الشهر في ساعة لا تجففه شموس الشهور الأخرى في شهر ، فلا تسألني من أنا .
إنني ، و بعدما وجدت في سجلاتي الأخروية ، ما كنت غافلا عنه منذ ثلاثين عاما ، وجدته مسطورا علي ، بدقة متناهية ، وعدل مطلق ، وأمانة لم يسمع عن مثلها أهل هذه المسكونة بعد ، إنني بعدما وجدتها بكاملها دون نقص أو زيادة ، وبظلامها دون ضوء أو شعاع ، وبخريفها دون شتاء أو ربيع ، وبصغيرها وكبيرها ، وبمرها وحلوها ، وأظن أنني لم أجد فيها حلوا إلا بمقدار ما نرشف من بحر عميق و ممتد رشفة لا لتلامس ملوحتها أوردتنا ، بل لنقذفها بعد أن نغسل بها أفواهنا مما علق بها من بقايا طعام لذيذ ، إنني مشغول ، أيها السائل المشفق على شخصي ، يا من عاهدتك على الوفاء بالصحبة حتى في أحلك الظروف ، ها هي ، ذنوبي ، وها هي خطاياي ، ترغمني على أن أسكت في حضرتك بل تتمنى عليك ألا تسألني من أنا ، على الأقل في هذا الشهر الكريم المبارك ، لأن أناي التي كنتَ تعرفها ، قد اكتشفت هذه السجلات ، وتلك الدفاتر والقراطيس ، اكتَشَفتَها تعج بما لا يسر نفسي الاطلاع عليها مرة أخرى إلا بعد تبييضها ، ونقشها ، بالحسنات لا بالسيئات ، وبالطاعة لا بالعصيان ، وبالإنابة لا بالتمرد ، وبالدخول في فردوس الرحمن لا بالاستقرار في ظلاميات الشيطان ، فاترك لي نفسي يا رفيقي ، ولا تسألني من أنا .
سل البحر عن أمواجه ، والسماء عن مطرها ، والأرض عن أزهارها ، والشمس عن ضيائها ، والقمر عن نوره ، والجبال عن علوها ، والجمال عن سحره ، والربيع عن نداوته ، والفجر عن طلاوته ، ولا تسألي من أنا . فان لهذه المسميات ما يجعلها تبتسم ، وهي تجيبك عن إنجازاتها ، بل وهي تتمايل عندما تقول لك إنها لم تعص الله في يوم من الأيام ، أقل من معصية ، أما أنا أيها الأخ الحبيب ، الراغب في السؤال عني ، فلا تسألني من أنا ، فلي شأن يملأ علي وقتي ، ولي من عطش الحسنات ما يشدني إلى ذاتي ، سيما في هذا الشهر ، فما أخلصك من محب ، لو أرجأت السؤال عني إلى وقت آخر .
سل الزهاد عن زهدهم ، والعلماء عن ورعهم ، والمتقين عن خشيتهم من الله ، والصالحين عن أعمالهم الصالحة ، أما أنا فإن شئت أن تسألني عن شيء ، فلا تسلني عن غير المعاصي ، ولا تستجوبني إلا عن الآثام ، ولا تحاورني في شيء خلا الذنوب ، فأنا بها خبير ، ولها مجرب ، وفي وحلها سابح ، وعلى نارها محترق ، فعنها سلني ، عنها فقط ، لأنني أريد أن أصبح اليوم ، جاهلا بها و لها ، و بعيدا عن تجربتها ، ومخمداً لنارها ، وناجياً من بحرها ، فعنها سلني ، أما من أنا ، فلا تسألني ، أيها الصديق ، لا تسألني من أنا ؟!