ما هو شرح هذا الجزء من الحديث: الناس معادن. وما هي الدروس المستفادة منه وما هي علاقته بالفتنة أو الابتلاء؟ جزاكم الله خير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا اللفظ (الناس معادن) جزء من حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام
إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي
هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه. ومعنى هذا اللفظ كما ذكر -الحافظ ابن حجر-
في كتابه فتح الباري من قوله: قوله: "تجدون الناس معادن" أي أصولا مختلفة، والمعادن جمع معدن،
وهو الشيء المستقر في الأرض، فتارة يكون نفيساً وتارة يكون خسيسا، وكذلك الناس. انتهى.
ومما يستفاد منه ما ذكره -المناوي- في كتابه فيض القدير نقلا عن الرافعي قوله:
وجه الشبه أن اختلاف الناس في الغرائز والطبائع كاختلاف المعادن في الجواهر،
وأن رسوخ الاختلاف في النفوس كرسوخ عروق المعادن فيها، وأن المعادن كما أن منه ما لا تتغير صفته
فكذا صفة الشرف لا تتغير في ذاتها، بل من كان شريفاً في الجاهلية فهو بالنسبة إلى أهل الجاهلية رأس،
فإن أسلم استمر شرفه فكان أشرف من أسلم من المشروفين في الجاهلية، ثم لما أطلق الحكم خصه بقوله
(إذا فقهوا) بضم القاف على الأجود ذكره أبو البقاء أي صاروا فقهاء
ففيه إشارة إلى أن نوع الإنسان إنما يتميز عن بقية الحيوان بالعلم،
وأن الشرف الإسلامي لا يتم إلا بالفقه، وأنه الفضيلة العظمى والنعمة الكبرى. انتهى،
ولم تظهر علاقة هذا الحديث بأمر الفتنة والابتلاء.
والله أعلم.
طبعا منقول من اسلام ويب