ما سر تعلق العرب بلقب (مهندس)؟
ما سر تعلق العرب بلقب (مهندس)؟ يصل المسؤول العربي إلى مستوى مدير عام،
أو رئيس مجلس إدارة، أو إلى رتب عسكرية بمختلف أشكالها، أو إلى معالي وزير
ويتشبث بلقب (المهندس) فيصبح معالي رئيس مجلس الإدارة المهندس...
أو معالي الوزير المهندس.. بينما بسهولة يتنازل عن ألقاب أخرى أشهرها (الطبيب)
مثلاً هل عمركم سمعتم مرة في العالم العربي عن معالي الوزير الطبيب...
مع أن أكثر وزراء الصحة العرب أطباء ولكنهم لا يطرزون لقب معاليه بمعالي الطبيب وزير...
هل عمركم سمعتم مرة بمعالي الوزير الفيزيائي أو الكيميائي مع أنها مهن دراستها أصعب
من دراسة الهندسة وهناك تخصصات أرفع شأناً كالطب مثلاً... مع احترامي لجميع التخصصات.
أو هل سمعتم بمعالي الوزير المحامي أو معالي الوزير المحاسب أو معالي الوزير
أو هل سمعتم بمعالي الوزير المحامي أو معالي الوزير المحاسب أو معالي الوزير
الاقتصادي مع أن الاقتصاد اليوم يعتبر عصب الحياة الحديثة...؟ بيد أن مهاتير محمد
رئيس وزراء ماليزيا السابق قاد ماليزيا للنهضة عن طريق الاقتصاد وليس عن طريق
الطب تخصصه الأصلي.
هل عمركم سمعتم عن الوزير الأمريكي المهندس (مستر إنجنير!)...؟ أو الوزير
الأوروبي أو السريلانكي المهندس؟ لا أحد (يتشعبط) بهذه الألقاب سوى نحن العرب
كما نتشعبط برقم جوال مميز أو رقم لوحة مميزة!
أحياناً في العالم العربي قد ترتكب خطأَ مهنياً لو لم تخاطب المسئول العربي
أحياناً في العالم العربي قد ترتكب خطأَ مهنياً لو لم تخاطب المسئول العربي
المهندس بكلمة مهندس في المكاتبات الرسمية، بل يذيل المسئول العربي المهندس
أحياناً توقيعه بالمهندس فلان... حتى وسائل الإعلام العربية الرسمية تحرص على
أن تخبرنا بأن المسؤول الفلاني مهندس ولكن المهن الأخرى إلى الجحيم حتى ولو كانت الطب!
أنا أعتقد أن العدوى هذه أتتنا من مصر الشقيقة أيام الباشاوات ومازالت مستمرة،
أنا أعتقد أن العدوى هذه أتتنا من مصر الشقيقة أيام الباشاوات ومازالت مستمرة،
ولا أنكر أني وجيلي تأثرنا بأفلام نور الشريف ومحمود ياسين التي يكون فيها بطل الفيلم
يدرس في كلية الهندسة ذاهباً إلى كليته حاملاً معه المثلث والفرجار
وتقع في غرامه أحلى بنات الحتة!
والمصريون ظرفاء من اليوم الأول الذي يدخل فيه ابنهم لكلية الهندسة يطلقون
عليه (باش مهندس) ومن اليوم الأول الذي يدخل ابنهم كلية الطب يسمونه (سي الدكتور)!
هذه الطرفة لم تتوقف عند هذا الحد بل تحولت إلى لوثة جعلت المهندسين العرب
(يتشعبطون) بلقبهم الهندسي مهما وصلوا من مناصب وتاركين هذه اللوثة إلى
الأجيال العربية من بعدهم حتى أن بعضهم قد يتخلى عن تخصص إلى تخصص آخر
يحصل فيه على لقب مهندس! وهذه ليست دعابة بل حقيقة... أذكر أحد زملاء
المهنة سابقاً كان يضرب أخماسا في أسداس لأن شيئاَ ما حدث في برنامجه الدراسي
حينما كان يدرس الحاسب الآلي في جامعة مرموقة في المملكة، فألغيت منه ساعات
معينة حرمته من حصوله على لقب مهندس! علماً بأن بعض تخصصات كلية الزراعة
تمنحك لقب مهندس مع أنها كلية دراستها متوسطة الصعوبة مقارنة بالطب والفيزياء!
العرب يعشقون الهندسة مع أنهم لا يجيدونها! انظر إلى مبانيهم لتصدق كلامي باستثناء
العرب يعشقون الهندسة مع أنهم لا يجيدونها! انظر إلى مبانيهم لتصدق كلامي باستثناء
دبي فهي مدينة خارج التاريخ! المهم أن عشق العرب للهندسة جعلهم يطلقون لقب مهندس
على أي أحد رائع حتى لاعب الكرة الجيد، فحينما تريد أن تمدحه الصحافة الرياضية
لاعباً جيداً تلقبه بمهندس الكرة السعودية مثلاً! وأسأل نفسي: لماذا لا يكون طبيب
الكرة السعودية! خصوصاً أن كرتنا متهالكة بعد فضيحة كأس العالم الأخيرة وتحتاج
إلى طبيب ماهر!السؤال موجه إلى وسائل الإعلام العربي الرسمي لماذا تحرصون
على ذكر لقب مهندس لمسؤوليكم المهندسين في نشرات الأخبارالرسمية وفي الصحف،
وتنسون باقي تخصصات مسئوليكم الآخرين؟ سؤال بريء آخر
يجدع نفسه هذه المرة من الدريشة