هيستيريا جديدة باتت تهدد البشر اسمها
لوثة الانترنت التي أصبحت مصدر رعب جديد يهدد ملايين الأسر في
جميع أنحاء العالم ، حيث تحولت غرف الدردشة أو الـ Chat مصيدة
للصغار والمراهقين نحو ما يسمى بإدمان الانترنت Internet Addiction ..
وفاقت أخطاره حدود التصور لتصل إلي حد الانتحار أو الموت نتيجة لمواصلة
المستخدم جلوسه أمام شبكة الإنترنت لفترات طويلة ، بحيث تحول إدمان
الجلوس لفترات طويلة أمام الشبكة العنكبوتية لأداة جديدة للقتل الصامت؟؟؟
كانت تساؤلات عديدة قد برزت علي السطح بعدما أكدت وسائل إعلام صينية
أن شابا صينيا بدينا في السادسة والعشرين من عمره توفي في شمال شرق
الصين بعد أن ظل يمارس ألعاب الكمبيوتر على الانترنت لنحو سبعة أيام متصلة
في عطلة السنة القمرية الجديدة .
وأكد والدا الشاب الذي كان يزن نحو 150 كيلوجراما انه توفي بعد أن قضى
وأكد والدا الشاب الذي كان يزن نحو 150 كيلوجراما انه توفي بعد أن قضى
أيام العطلة السبعة كلها تقريبا يلعب على الانترنت في منزل الأسرة
في جينجو بإقليم لياونينح .
يشار إلي أن الحياة المملة أثناء العطلة جعلت كثيرين يلجأون إلى ألعاب
الكمبيوتر بحثا عن تسلية ، فهناك خيارين فقط هما التلفزيون والكمبيوتر،
وبالتالي ماذا يستطيع أن يفعل أي صيني للتسلية سوى ذلك أثناء العطلة
والأسواق والكافيتريات مغلقة ؟
وكانت الصين قد شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعا هائلا في عدد مدمني
وكانت الصين قد شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعا هائلا في عدد مدمني
الانترنت الشبان الذين ذكرت وسائل الإعلام الحكومية ان عددهم يصل إلى 2.6 مليون
شخص أي نحو 13 بالمئة من مستخدمي الانترنت الأقل من 18 عاما من
العمر والذين يبلغ عددهم الإجمالي نحو 20 مليون مستخدم .
ماهية إدمان الإنترنت
يختلف العلماء في تعريف كلمة " إدمان " ففي حين لا يعتبرها البعض
منطق إلا على مواد قد يتناولها الإنسان ، ثم لا يقدر على الاستغناء عنها ،
إلا أن البعض الآخر يعتبر هذا المفهوم ضيقاً حيث يرون أن الإدمان هو عدم
قدرة الإنسان على الاستغناء عن شيء ما ، بصرف النظر عن هذا الشيء
طالما استوفى بقية شروط الإدمان من حاجة إلى المزيد من هذا الشيء
بشكل مستمر حتى يشبع حاجته حين يحرم منه .
ويرى آخرون أنه متى بدأ يتجاهل الأنشطة والمناسبات ومسؤوليات
ويرى آخرون أنه متى بدأ يتجاهل الأنشطة والمناسبات ومسؤوليات
العمل والدراسة والرياضة أو شكوى المقربين منه من قضائه الوقت
الطويل أمام الإنترنت ، وأصبح من المستحيل تقليل وقت متابعة الإنترنت
أو تحديد وقت مع بروز أعراض انسحابية عندما يكون الشخص بعيداً عن
جهاز الإنترنت ويصل معها لمرحلة ترك الواجبات والأعمال المهمة وتفضيل
الحديث مع الناس على الإنترنت بدلاً من المواجهة وجهاً بوجه .
وفيما يتعلق بحديثنا علي وجه التحديد ، يمكن تعريف إدمان الإنترنت
بأنه حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للانترنت يؤدي إلى
اضطرابات في السلوك ويستدل عليها بعدة ظواهر منها زيادة عدد الساعات
أمام الكومبيوتر بشكل مطرد تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه في البداية،
ومواصلة الجلوس أمام الشبكة على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل السهر،
الأرق، التأخر في العمل، إهمال الواجبات الأسرية والزوجية وما يعقبه من خلافات
ومشاكل، هذا بالإضافة إلى التوتر والقلق الشديدين في حالة وجود أي عائق
للاتصال بالشبكة قد تصل إلى حد الاكتئاب إذا ما طالت فترة ابتعاده
عن الدخول على الانترنت .
وبصرف النظر عن ماهية التعريف واختلاف العلماء في التسمية فإنه
وبصرف النظر عن ماهية التعريف واختلاف العلماء في التسمية فإنه
لا خلاف على أن هناك عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت يسرفون في استخدام
الإنترنت حتى يؤثر بشكل كبير على حياتهم الشخصية ، فما الذي يجعل الإنترنت
سبباً للإدمان لبعض الناس ؟
أعراض إدمان الإنترنت
يحس مدمن الإنترنت بأنه في حالة قلق وتوتر حين يفصل الكمبيوتر عن الإنترنت
في حين يحس بسعادة بالغة وراحة نفسية حين يرجع إلى استخدامه، كما أنه
في حالة ترقب دائم لفترة استخداماته القادمة للإنترنت، ولا يحس المدمن
بالوقت حين يكون على الإنترنت، ويتسبب إدمانه في مشاكل
اجتماعية واقتصادية وعملية.
ويحتاج مدمن الإنترنت إلى فترات أطول وأطول من الاستخدام؛ ليشبع
ويحتاج مدمن الإنترنت إلى فترات أطول وأطول من الاستخدام؛ ليشبع
رغبته كما أن جميع محاولاته للإقلاع عن الإدمان تبوء بالفشل، وكثيرًا
ما يستخدم مدمن الإنترنت هذه الوسيلة؛ ليتهرب من مشاكله الخاصة.
ما الذي يجعل الإنترنت سبباً للإدمان ؟
لاحظ جون جرهول أستاذ علم النفس الأمريكي أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية ،
ما الذي يجعل الإنترنت سبباً للإدمان ؟
لاحظ جون جرهول أستاذ علم النفس الأمريكي أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية ،
حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخداماً وإسرافاً لإستخدام
الإنترنت بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة ، ثم بعد فترة يحدث للمستخدم
عملية خيبة أمل من الإنترنت فيقلل إلى حد كبير من استخدامه له ،
ويلي ذلك عملية توازن الشخص لإستعماله الإنترنت .
بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة فيسرفون في استخدامه ولا
بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة فيسرفون في استخدامه ولا
يتمكنون من الإستغناء عنه .. ويرى البعض أو حسب بعض الدراسات
التي تمت في هذا المجال أن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب الإكتئاب
والشخصيات القلقة والذين يعانون من الملل كربات البيوت ويرى آخرون
بأن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضاً عرضة
للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل
من المعلومات الموجودة على الإنترنت ولا يحس المدمن بالوقت ويتسبب
إدمانه في مشاكل إجتماعية واقتصادية وعملية .
آثــار الإدمــان السلبيـة
يتحدث العلماء الآن عن كثير من المضار التي يسببها الإستخدام الخاطئ
أو المفرط للكمبيوتر حتى ظهر فرعاً متخصصاً في هذا الجانب تم تكريسه
كفرع من فروع البحوث الصحية ، ومن هذه المخاطر :
أولا : المشاكل الصحية :
1- المضار الجسمانية : ومنها الأضرار التي تصيب الأيدي من الاستخدام
أولا : المشاكل الصحية :
1- المضار الجسمانية : ومنها الأضرار التي تصيب الأيدي من الاستخدام
المفرط للفأرة ، أضرار تصيب العين نتيجة للإشعاع التي تبثه شاشات
الكمبيوتر ، أضرار تصيب العمود الفقري والرجلين نتيجة نوع الجلسة
والمدة الزمنية لها مقابل أجهزة الحاسب ، وأضرار تصيب الأذنين لمستخدمي
مكبرات الصوت ، ثم الأضرار المترافقة مثل البدانة
وماتسببه من أمراض مرافقة.
2- المضار النفسية : يتحدث العلماء النفسيون عن عالم وهمي بديل تقدمة
2- المضار النفسية : يتحدث العلماء النفسيون عن عالم وهمي بديل تقدمة
شبكة الإنترنت وتطبيقات الكمبيوتر مما قد يسبب آثار نفسية هائلة خصوصاً
على الفئات العمرية الصغيرة حيث يختلط الواقع بالوهم وتختلق علاقات
وارتباطات غير موجودة في العالم الواقعي قد تؤدي إلى تقليل مقدرة الفرد
على أن يخلق شخصية نفسية سوية قادرة على التفاعل مع المجتمع والواقع المعاش.
ثانيا : المشاكل الاجتماعية :
أكد باحثون متخصصون أن إدمان الانترنت أدى بالبعض لفقدان علاقات
ثانيا : المشاكل الاجتماعية :
أكد باحثون متخصصون أن إدمان الانترنت أدى بالبعض لفقدان علاقات
اجتماعية أو زوجية وتأخر وظيفي، كما أدى بالبعض للانطواء
والعزوف عن المجتمع.
ويشير أحد الباحثين إلي أن إدمان الانترنت لا يصيب البالغين فقط ،
ويشير أحد الباحثين إلي أن إدمان الانترنت لا يصيب البالغين فقط ،
بل الأطفال أيضا خاصة مع توافر الجديد كل يوم في ألعاب الكومبيوتر،
وهذا الإدمان ينعكس سلبيا وبشكل أكبر من البالغين على حياة الطفل
ومواعيد نومه ودراسته ويصبح إنطوائيا لا يخرج مع أصدقاءه أو يمارس
أي هوايات أخرى سوى الجلوس على الشبكة بلا كلل أو ملل .
رابعا : المشاكل الأسرية:
يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت وقضائه أوقات أطول ،
رابعا : المشاكل الأسرية:
يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت وقضائه أوقات أطول ،
في اضطراب حياته الأسرية حيث يقضي المدمن أوقاتًا أقل مع أسرته،
كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد
الأسرة عليه ، وبسبب إقامة البعض علاقات غرامية غير شرعية من
خلال الإنترنت تتأثر العلاقات الزوجية حيث يحس الطرف الآخر بالخيانة،
وقد أطلق على الزوجات اللاتي يعانين من مثل هؤلاء الأزواج بأنهن
أرامل الإنترنت (cyber widow ) ، ويعترف 53% من
مدمني الإنترنت أن لديهم مثل تلك المشاكل، وذلك طبقًا للدراسة التي
نشرتها كيمبرلي يونج في مؤتمر مؤسسات علماء النفس
الأمريكيين المنعقد عام 1997.
خامسا : المشاكل الأكاديمية
بيّن الاستطلاع الذي نشره أ. بربر عام 1997 في مجلة USA Today
خامسا : المشاكل الأكاديمية
بيّن الاستطلاع الذي نشره أ. بربر عام 1997 في مجلة USA Today
تحت عنوان: " تساؤلات حول القيمة التعليمية للإنترنت" أن 86% من
المدرسين المشتركين في الاستطلاع يرون أن استخدام الأطفال للإنترنت
لا يحسن أداءهم؛ وذلك بسبب انعدام النظام في المعلومات على الإنترنت،
بالإضافة إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين معلومات
الإنترنت ومناهج المدارس.
وقد كشفت دراسة كيمبرلي يونج أن 58% من طلاب المدارس المستخدمين
وقد كشفت دراسة كيمبرلي يونج أن 58% من طلاب المدارس المستخدمين
للإنترنت اعترفوا بانخفاض مستوى درجاتهم وغيابهم عن حصصهم
المقررة بالمدرسة، ومع أن الإنترنت يعتبر وسيلة بحث مثالية فإن الكثي
ر من طلاب المدارس يستخدمونه لأسباب أخرى كالبحث في مواقع لا تمت
لدراستهم بصلة أو كالثرثرة في حجرات الحوارات الحية أو كاستخدام
ألعاب الإنترنت.
سادسا : مشاكل في العمل
بسبب وجود الإنترنت في مكان عمل الكثير من الناس يحدث في بعض الأحيان
سادسا : مشاكل في العمل
بسبب وجود الإنترنت في مكان عمل الكثير من الناس يحدث في بعض الأحيان
أن يضيع العامل بعض وقت عمله في اللعب على الإنترنت، أو استخدامه في
غير موطن تخصصه، ويشكل ذلك مشكلة أكبر إذا كان العامل مدمنًا للإنترنت،
كما أن سهر مدمن الإنترنت طيلة ساعات الليل يؤدي إلى انخفاض مستوى
أدائه لعمله. ولحل تلك المشكلة يقوم بعض رؤساء الأعمال بتركيب أجهز
ة مراقبة على شبكات الكمبيوتر في محل عملهم؛ للتأكد من استخدام
الإنترنت فقط في مجال العمل .