علمتنا الحياة الكثير ..
وعلمتنا في هذا المجتمع الصغير الذى يختصر الكثير من المسافات و الزمن
أن نتعرف على بعضنا البعض .. نتدارس بعض .. نتعلم من بعض ..
نتعلم قيم و ثوابت و مباديء و آراء و أفكار .. و تصرفات..
نحمل فيها على عاتقنا مسؤولية كبيرة ..
بأن نعكس صورة مشرفة لديننا ، لبلادنا ، لشخصياتنا..
للقلم الذي نحمله بين أيدينا .. فيحمل عنا أفكارنا إلى الملأ..
تعلمنــــا
من هذه الصحبة أن نكون أكثر وعياً نثق و نستبشر الخير في الجميع
و لكن للحذر هامش .. لابد منه..
تعلمنــــا
بأن هناك أخاً و أختاً لم تلدهم أمهاتنا برغم أننا لم نراهم و لم نستمع لأصواتهم
و لكننا لا نستطيع الإستغناء عن شهامتهم و طيب قلوبهم
تعلمنــــا
بأن القلم يرسم صورنا في عيون الآخرين
و لكن .. يزوّقها أحياناً ببعض الرتوش التي تخفي كثير من العيوب
علينا السعي جاهدين لنجعل صورنا الحقيقية مطابقة لما ترسمه ريشة كتاباتنا
تعلمنــــا
بأن إحترام الآخرين لنا .. ما هو إلا نتيجة لإحترامنا لانفسنا .. أولاً ..
فالمُسيء لمن حوله .. قد أساء لنفسه و لتاريخ قلمه
و لإسمه المستعار أو الحقيقي ..الذي ربما قضى سنواتٍ يبني فيه و يبلوره
تعلمنــــا
بأن كل دقيقة نبذلها بين الصفحات ..
بين قراءة أو كتابة أو ردود أو سعي لخدمة من حولنا ..
هي لا محالة مُضافة لرصيدنا في قلوبهم العامرة بمخافة الله سبحانه ..
تعلمنــــا
أن نناقش من يستحق النقاش
و نعاتب من يقدر قيمة العتب
و نجامل من يفرق بين المجاملة الطيبة
و نشجع من ينظر إلى تشجعينا بعين الرضا
و نحتسب و نتوكل على الحي القيوم في كل إساءة فهي خير مما سبق كُله
تعلمنــــا
أن كلمة شكر و رأي صادق بلا تجريح أو نفاق
أول جسور بناء علاقات ثابتة و طيبة مع من يكرمونا ببث
أفكارهم و أحاسيسهم بيننا دون غيرنا ..
نحاول جاهدين أن نتعلم بأن إختلاف الآراء لا يفسد للود قضية..
و لكننا لم نصل إلى يقين بهذا الخصوص ..
و يبقى الأملموجوداً ما لم أتعلمه ، و لن أتعلمه ما حييت..
أن أحكم على شعب من فرد
و على إنسان من مجرد فكرة
و على عُمْرٍ من لحظة واحدة
و إن كانت قمة في الاّلم ،،،