قصة جزينة ابكتنى
ذلك الشاب الوسيم يتنزه بسيارته الجديدة الجميلة .. كيف لا وقد عاد لتوهمن بعثته الدراسية التي كللت بالنجاح حصل على أثرها على وظيفة مرموقة .
توقفهذا الشاب عند أحد المحلات التجارية ونزل من سيارته وكانت تفوح منه رائحة أزكىالعطور وكان في أقصى أناقته وملابسه , كان بكل أختصار فارس الاحلام لأي فتاة قدتراه في تلك اللحظة ..
دخل للمحل قليلا .. وأثناء تجوله لمح فتاة وهي لمحتهوأذا بعدة رسائل بدأت تنبعث بين بعض القلوب .. فجأة جمعت بينهم صدفة القدر.. كانترائعة الجمال رقيقة لأبعد حدود كانت هي الاخرى فتاة لأحلام أي فتى لاخلاقها العالية .. أحست بالخجل لأن نظرات ذلك الشاب كانت مصوبة أليها .. أبتسمت العيون قبل الاشداقوتلامست القلوب قبل الايادي .. أنه الاعجاب الجارف أنه الحب من أول نظرة ومن أوللحظة ..
خرجت تلك الفتاة من المحل وهي تضم بين قلبها الرقم الذي اعطاها اياههذا الشاب.. خرجت من المحل وعلى وجهها أبتسامة ليس لها معنى الا تلك الاحلام التيبدأت تداعبها عن المستقبل الاتي مع هذا الفارس ..
عندما عادت الى الى المنزلدخلت غرفتها وستلقت على السرير بجسدها وحلقت روحها في حدائق من الزهور في صباح باكرندي .. وفي سماء ربيع منعش ملئ بالمرح والانطلاق ..
وعندما جاء المساء , وبالرغم من أنها المرة الاولى في حياتها التي تقدم فيها على فعل مثل هذا الشيء .. لم تتردد في الاتصال لحظة .. أمسكت السماعة وبدأت أصابعها المرتعشة تضغط علىالارقام وفي كل ضغطة كانت هناك رجفة تسري في قلبها .. رفعت السماعة في الجانب الآخر .. الو.. سكتت لحظة ثم قالت بصوت خافت مساء الخير .. وكما كان يتوقع ؟؟ كانت هي لايمكن أن يكون هذا الصوت الرقيق الا لتلك الفتاة التي رأها كثيرا في الاحلام ورأهافي الواقع مرة واحدة ..
من فرط السعادة رد التحية وبدأ يتكلم ويثرثر بدونتوقف خوفا من أن تنقطع تلك اللحظات السعيدة .... نقول أنه لم يكن يوجد في تلكالمدينة بل في العالم قلبين أسعد من هذين القلبين..
مرت الأيام وكانت تلكالبداية البسيطة قد أصبحت حبا كبيرا .. كانو متوافقين في كل شيء تقريبا وكانوامتفاهمين الى أبعد الحدود وكانت الاتصالات لا تنقطع بينهم ليل نهار تعودت عليه كماتعود هو عليها .. حتى أنه عندما سافر في أحدى المرات ولفترة بسيطة حزنت كثيراوأظلمت حياتها .. وكائن قلبها قد ضاع منها وكان انفاسها سرقت منها ..
وبعدمضي أشهر قاربت على السنة كانت تلك العلاقة قد نضجت .. وخلال هذه المدة لم تراه أويراها الا مرات قليلة حيث كانوا يتواعدون في أحد المحلات التجارية وكان ذلك عن بعد .... أيا منهما لم يكن يدري الى أي شيء سوف تنتهي قصة الحب هذه .. وأن كانا يتمنيانأفضل ما يمكن كانت الايام تمر وكانت تلك الفتاة تحدث نفسها بأن شيء ما سوف يحدثخلال الايام القليلة القادمة .. وكأنها كانت تحس بالمفاجأة التي كان يحضرها ذلكالشاب..
جلس هذا الشاب يفكر في تلك الفتاة التي تعلق بها بطريقة خاطئةويفكر في نفسه وبأن عليه أن يصلح هذا الوضع الغير طبيعي مهما كان الثمن .. وفعلاقرر أن يعالج الموضوع بطريقته هو وحسب ما يتفق مع شخصيته ومعتقداته .. فاجأ والدتهذات يوم بطلبه الزواج .. تهلل وجه الام وقالت لأبنها تمنى وأختار بنت من من الفتياتتريد ..
وكان جوابه مفاجأة .. ولكن لمن المفاجأة .. ليس للأ م بالطبع .. ولكن لتلك الفتاة ؟؟؟قال ذلك الشاب لوالدته وهو يحس بألم في قلبه وفظاعةيرتكبها .. أي فتاة تختارينها .. لن يكون لي رأي غير رأيكوفي الايامالتالية غير هو من طبعه مع تلك الفتاة مما أقلقها وأحزنها .. ففي مرة من المراتاستحلفته بالله ماذا هناك وما الذي تغير .. كان يجيبها بأنه مشغولا هذه الايام ..
وفي مرة من المرات وبينما كان هناك حديث دائرا بينه وبين صديقه والذي لهعلم بعلاقته بتلك الفتاة سأله صديقه لماذا لا يتزوج تلك الفتاة ؟؟ أنها فتاة جيدةعلى ما عرفت منك أتم متفاهمين ويجمع بينكم حب حقيقي .. أجابه .. هل تعتقد بأني لمأفكر في ذلك .. سكت لحظة ثم تابع تلك الاجابة التي أستغرق عدة أسابيع للوصول أليها ..كيف تريدني أن أتزوج بواحدة قبلت أن تتحدث معي في التلفون وكيف تريدني أن أثقفيها بعد ذلك .. فهل تريدني أن أصلح الخطأ بالخطأ.. الصديق وما الخطا في زواجك منها .. أنت عرفتها جيدا صدقني لن تجد من يحبك ويخلص لك أكثر من هذه الفتاة ..
ومع مضي الايام كان ذلك الشاب يحاول الابتعاد عن تلك الفتاة شيئا فشيئا .. لكي يتخلص هو من حبه لها ..وتتمكن هي من نسيان حبه ..
أخيرا جاءت الايامالحاسمة خصوصا وأن أهله كانو قد وجدوا له الفتاة المناسبة وكان عليه ان يباشر فيالاعداد لعقد القران والزفاف..
فقرر أخيرا أن يصارح تلك الفتاة ويضع الحدالفاصل لهذه العلاقة .. وجاءت مصادفة القدر ففي مثل ذلك المساء الذي كان ينتظر فيهأول مكالمة قبل سنة بالضبط .. هذه الليلة هو أيضا ينتظر على أحر من الجمر لاتصالها .. بدأ الاتصال ودار الحديث وكان هو يتحدث عن القدر وكيف التقيا وكيف أحبها وكيف أنالحب لا يدوم .. كانت هي تسمع وتتجرع كلمات لم تتعودها كلمات توحي بما فطنته وظنتهفي تلك الايام الاخيرة .. وبدأت دموعها الرقيقة تنساب على وجنتيها .. وهي تنظر الىالشمعة التي كانت قد أوقدتها في عيد الحب الاول .. كانت تريد أن تفاجئ حبيبها بأجملالهدايا وأرق الكلمات التي كتبتها له ولم تطلعه عليها .. كانت وكانت .. ولكنها الآنحسيرة مشتتة الافكار حتى أن نبضات قلبها تزرع الالم فيها ..
في تلك الاثناءطرق باب غرفته أحضرت له اخته الصغيرة علبة مغلفة .. فتحها وأذا به يجد هدايا عديدةلفت نظره منها بيت صغير من الشمع فيه حديقة جميلة ونوافذ وأبواب بيضاء ويوجد بأعلاهقمر مطل على هذا البيت (كان هو دائما يشبهها بالقمر الذي يطل عليه في كل ليلة) سادتفترة من الصمت .. كانت تلك الفتاة تنظر الى الشمعة وقد تناصفت .. فتقول في نفسهاوكان يقتلها ذلك الشعور أنه ربما ما بقي من تلك العلاقة بقدر ما بقي من تلك الشمعة .. كانت تسابق أنفاسها وكانت تغرق كانت تصرخ بداخلها وتستنجد ذلك الفارس لكي يمدلها يده ..
وبعد فترة صمت بدأ هو الحديث وبقسوة أكثر أسمعيني يا بنت الناس .. لقد أحببتك وستظلي أعز أنسانة علي وتأكدي أنني أحببتك مثل ما أحببتيني .. ولكنالفراق مصيرنا المحتوم سوف أتضايق أنا وسوف تتضايقين .. ولكن مع الايام سوف ننسى ..
لا يتصور أحدا ثقل هذه الكلمات وضربها على قلب تلك الفتاة كانت في تلكالحظة كلها جروح ستترك أثار عميقة في قلبها ..لن تتداوى أبدا .. وفي صمت دائم منهاواصل هو كلامه ووصل الى السبب الذي دعاه لأن يفعل ذلك وهو أنه سيتزوج قريبا ( شهقتلسماعها هذه الكلمة شهقة أخذت تتردد في أعماقها وربما ستستمر تتردد لسنين بدون توقف ) وواصل .. صدقيني هذا من أجلي ومن أجلك أنت أيضا .. سوف تتزوجين وسوف يأتي لك أبنالحلال في يوم من ألايام ؟؟أجابت ولاول مرة وصرخت ولاول مرة تصرخ فيها منذأن عرفته .. أذن ماذا تسمي الذي بيننا .. لماذا فتحت قلبي .. لماذا جعلتني أتعلق بكلدرجة الجنون سنة وأنا اصحوا وأنام على أسمك وقالت كلاما كثيرا .. بالطبع لم يجيبوبدأ يقول بأنه سوف يقوم بتغيير أرقام هواتفه قريبا فلا داعي لاستمرار الاتصالاتبينهما بعد اليوم .. ثم أحس أنه وصل الى نقطة النهاية .. وقال لها , هل تريدين شيئا .. كان البكاء الحار اجابتها .. تكلم فقال أرجوك سامحيني .. أتمنى لك الخير دائماوأتمنى لك حياة سعيدة وتأكدي بأنك سوف تشكريني في يوم من الايام .. مع السلامة ..
في تلك اللحظات أحست بحروق شديدة تسري في جسدها وتستقر في القلب .. حاولتأن تستوعب الذي حصل فلم تستطع خرجت الى الشرفة وكان الليل قد أنتصف والناس جميعهمنيام .. أحست بأنها قد أصبحت وحيدة في هذا العالم .. في هذه الليلة أرادت أن تفعلأشياء كثيرة ولكن أشياء اخرى منعتها ... وفي صباح اليوم التالي لم تستطع أن تخفينفسها الحزينة وقلبها الجريح عرف أهلها أنها مريضة ولكن ما هو مرضها هذا ما لميعرفه أحد ... ظلت بائسة يائسة لمدة يومين .. قررت بعدها أن تتصل به مرة أخرى .. وفعلا قامت بالاتصال به في تلك الليلة الحزينة ... رد صوته عبر الهاتف .. الو.. وكان صوته لم يتغير كان يظنها خطيبته في البداية ولكن فوجئ بصوت غريب ولكنه اعتادأن يسمعه .. كان صوتها فعلا قد تغير بسبب الحزن والبكاء ..سكت هو هذه المرة وسكتتهي .. وبعد فترة أغلق الخط .. ماذا تفعل أيها الانسان البائس اذا كان من أحببتهوعشقته قد تركك وتمنى أن لا يسمع صوتك ..
مضت الايام وكان هو قد غير أرقامهواتفه .. وحدد موعد الزواج في احد صالات الافراح الفخمة .. قررت هي أن تحضر ذلكالعرس ..
وتحدثن مجموعة من النساء من أنهن شاهدن فتاة رائعة الجمال دخلت منالباب الرئيسي .. ووقفت تنظر الى الكنبات التي يجلس عليها العريس وعروسه , وكانتالدموع تسيل من عينيها ثم أسرعت تلك الفتاة خارج القاعة وغادرت المكان بأكمله .. والذي لم يعرفه أحد أن هذه الفتاة قد فرحت عندما رأت العريس يبتسم لزوجته ودعت لهمالله بالتوفيق والحياة الهنيئة ..
يحكى أيضا أن تلك الفتاة قد تزوجت بعدسنتين ونصف ورأى الحضور دموعها وهي جالسة على الكنبة بجانب عريسها ..
فعلاليس كل ما يتمناه المرء يدركه
بس والله انها عبيطة الى جريت ورا مشاعرها وحكمت قلبها قبل عقلها وهو غدار الى وعدها وماوفى الله لا يوقعنا وقعتهم
ذلك الشاب الوسيم يتنزه بسيارته الجديدة الجميلة .. كيف لا وقد عاد لتوهمن بعثته الدراسية التي كللت بالنجاح حصل على أثرها على وظيفة مرموقة .
توقفهذا الشاب عند أحد المحلات التجارية ونزل من سيارته وكانت تفوح منه رائحة أزكىالعطور وكان في أقصى أناقته وملابسه , كان بكل أختصار فارس الاحلام لأي فتاة قدتراه في تلك اللحظة ..
دخل للمحل قليلا .. وأثناء تجوله لمح فتاة وهي لمحتهوأذا بعدة رسائل بدأت تنبعث بين بعض القلوب .. فجأة جمعت بينهم صدفة القدر.. كانترائعة الجمال رقيقة لأبعد حدود كانت هي الاخرى فتاة لأحلام أي فتى لاخلاقها العالية .. أحست بالخجل لأن نظرات ذلك الشاب كانت مصوبة أليها .. أبتسمت العيون قبل الاشداقوتلامست القلوب قبل الايادي .. أنه الاعجاب الجارف أنه الحب من أول نظرة ومن أوللحظة ..
خرجت تلك الفتاة من المحل وهي تضم بين قلبها الرقم الذي اعطاها اياههذا الشاب.. خرجت من المحل وعلى وجهها أبتسامة ليس لها معنى الا تلك الاحلام التيبدأت تداعبها عن المستقبل الاتي مع هذا الفارس ..
عندما عادت الى الى المنزلدخلت غرفتها وستلقت على السرير بجسدها وحلقت روحها في حدائق من الزهور في صباح باكرندي .. وفي سماء ربيع منعش ملئ بالمرح والانطلاق ..
وعندما جاء المساء , وبالرغم من أنها المرة الاولى في حياتها التي تقدم فيها على فعل مثل هذا الشيء .. لم تتردد في الاتصال لحظة .. أمسكت السماعة وبدأت أصابعها المرتعشة تضغط علىالارقام وفي كل ضغطة كانت هناك رجفة تسري في قلبها .. رفعت السماعة في الجانب الآخر .. الو.. سكتت لحظة ثم قالت بصوت خافت مساء الخير .. وكما كان يتوقع ؟؟ كانت هي لايمكن أن يكون هذا الصوت الرقيق الا لتلك الفتاة التي رأها كثيرا في الاحلام ورأهافي الواقع مرة واحدة ..
من فرط السعادة رد التحية وبدأ يتكلم ويثرثر بدونتوقف خوفا من أن تنقطع تلك اللحظات السعيدة .... نقول أنه لم يكن يوجد في تلكالمدينة بل في العالم قلبين أسعد من هذين القلبين..
مرت الأيام وكانت تلكالبداية البسيطة قد أصبحت حبا كبيرا .. كانو متوافقين في كل شيء تقريبا وكانوامتفاهمين الى أبعد الحدود وكانت الاتصالات لا تنقطع بينهم ليل نهار تعودت عليه كماتعود هو عليها .. حتى أنه عندما سافر في أحدى المرات ولفترة بسيطة حزنت كثيراوأظلمت حياتها .. وكائن قلبها قد ضاع منها وكان انفاسها سرقت منها ..
وبعدمضي أشهر قاربت على السنة كانت تلك العلاقة قد نضجت .. وخلال هذه المدة لم تراه أويراها الا مرات قليلة حيث كانوا يتواعدون في أحد المحلات التجارية وكان ذلك عن بعد .... أيا منهما لم يكن يدري الى أي شيء سوف تنتهي قصة الحب هذه .. وأن كانا يتمنيانأفضل ما يمكن كانت الايام تمر وكانت تلك الفتاة تحدث نفسها بأن شيء ما سوف يحدثخلال الايام القليلة القادمة .. وكأنها كانت تحس بالمفاجأة التي كان يحضرها ذلكالشاب..
جلس هذا الشاب يفكر في تلك الفتاة التي تعلق بها بطريقة خاطئةويفكر في نفسه وبأن عليه أن يصلح هذا الوضع الغير طبيعي مهما كان الثمن .. وفعلاقرر أن يعالج الموضوع بطريقته هو وحسب ما يتفق مع شخصيته ومعتقداته .. فاجأ والدتهذات يوم بطلبه الزواج .. تهلل وجه الام وقالت لأبنها تمنى وأختار بنت من من الفتياتتريد ..
وكان جوابه مفاجأة .. ولكن لمن المفاجأة .. ليس للأ م بالطبع .. ولكن لتلك الفتاة ؟؟؟قال ذلك الشاب لوالدته وهو يحس بألم في قلبه وفظاعةيرتكبها .. أي فتاة تختارينها .. لن يكون لي رأي غير رأيكوفي الايامالتالية غير هو من طبعه مع تلك الفتاة مما أقلقها وأحزنها .. ففي مرة من المراتاستحلفته بالله ماذا هناك وما الذي تغير .. كان يجيبها بأنه مشغولا هذه الايام ..
وفي مرة من المرات وبينما كان هناك حديث دائرا بينه وبين صديقه والذي لهعلم بعلاقته بتلك الفتاة سأله صديقه لماذا لا يتزوج تلك الفتاة ؟؟ أنها فتاة جيدةعلى ما عرفت منك أتم متفاهمين ويجمع بينكم حب حقيقي .. أجابه .. هل تعتقد بأني لمأفكر في ذلك .. سكت لحظة ثم تابع تلك الاجابة التي أستغرق عدة أسابيع للوصول أليها ..كيف تريدني أن أتزوج بواحدة قبلت أن تتحدث معي في التلفون وكيف تريدني أن أثقفيها بعد ذلك .. فهل تريدني أن أصلح الخطأ بالخطأ.. الصديق وما الخطا في زواجك منها .. أنت عرفتها جيدا صدقني لن تجد من يحبك ويخلص لك أكثر من هذه الفتاة ..
ومع مضي الايام كان ذلك الشاب يحاول الابتعاد عن تلك الفتاة شيئا فشيئا .. لكي يتخلص هو من حبه لها ..وتتمكن هي من نسيان حبه ..
أخيرا جاءت الايامالحاسمة خصوصا وأن أهله كانو قد وجدوا له الفتاة المناسبة وكان عليه ان يباشر فيالاعداد لعقد القران والزفاف..
فقرر أخيرا أن يصارح تلك الفتاة ويضع الحدالفاصل لهذه العلاقة .. وجاءت مصادفة القدر ففي مثل ذلك المساء الذي كان ينتظر فيهأول مكالمة قبل سنة بالضبط .. هذه الليلة هو أيضا ينتظر على أحر من الجمر لاتصالها .. بدأ الاتصال ودار الحديث وكان هو يتحدث عن القدر وكيف التقيا وكيف أحبها وكيف أنالحب لا يدوم .. كانت هي تسمع وتتجرع كلمات لم تتعودها كلمات توحي بما فطنته وظنتهفي تلك الايام الاخيرة .. وبدأت دموعها الرقيقة تنساب على وجنتيها .. وهي تنظر الىالشمعة التي كانت قد أوقدتها في عيد الحب الاول .. كانت تريد أن تفاجئ حبيبها بأجملالهدايا وأرق الكلمات التي كتبتها له ولم تطلعه عليها .. كانت وكانت .. ولكنها الآنحسيرة مشتتة الافكار حتى أن نبضات قلبها تزرع الالم فيها ..
في تلك الاثناءطرق باب غرفته أحضرت له اخته الصغيرة علبة مغلفة .. فتحها وأذا به يجد هدايا عديدةلفت نظره منها بيت صغير من الشمع فيه حديقة جميلة ونوافذ وأبواب بيضاء ويوجد بأعلاهقمر مطل على هذا البيت (كان هو دائما يشبهها بالقمر الذي يطل عليه في كل ليلة) سادتفترة من الصمت .. كانت تلك الفتاة تنظر الى الشمعة وقد تناصفت .. فتقول في نفسهاوكان يقتلها ذلك الشعور أنه ربما ما بقي من تلك العلاقة بقدر ما بقي من تلك الشمعة .. كانت تسابق أنفاسها وكانت تغرق كانت تصرخ بداخلها وتستنجد ذلك الفارس لكي يمدلها يده ..
وبعد فترة صمت بدأ هو الحديث وبقسوة أكثر أسمعيني يا بنت الناس .. لقد أحببتك وستظلي أعز أنسانة علي وتأكدي أنني أحببتك مثل ما أحببتيني .. ولكنالفراق مصيرنا المحتوم سوف أتضايق أنا وسوف تتضايقين .. ولكن مع الايام سوف ننسى ..
لا يتصور أحدا ثقل هذه الكلمات وضربها على قلب تلك الفتاة كانت في تلكالحظة كلها جروح ستترك أثار عميقة في قلبها ..لن تتداوى أبدا .. وفي صمت دائم منهاواصل هو كلامه ووصل الى السبب الذي دعاه لأن يفعل ذلك وهو أنه سيتزوج قريبا ( شهقتلسماعها هذه الكلمة شهقة أخذت تتردد في أعماقها وربما ستستمر تتردد لسنين بدون توقف ) وواصل .. صدقيني هذا من أجلي ومن أجلك أنت أيضا .. سوف تتزوجين وسوف يأتي لك أبنالحلال في يوم من ألايام ؟؟أجابت ولاول مرة وصرخت ولاول مرة تصرخ فيها منذأن عرفته .. أذن ماذا تسمي الذي بيننا .. لماذا فتحت قلبي .. لماذا جعلتني أتعلق بكلدرجة الجنون سنة وأنا اصحوا وأنام على أسمك وقالت كلاما كثيرا .. بالطبع لم يجيبوبدأ يقول بأنه سوف يقوم بتغيير أرقام هواتفه قريبا فلا داعي لاستمرار الاتصالاتبينهما بعد اليوم .. ثم أحس أنه وصل الى نقطة النهاية .. وقال لها , هل تريدين شيئا .. كان البكاء الحار اجابتها .. تكلم فقال أرجوك سامحيني .. أتمنى لك الخير دائماوأتمنى لك حياة سعيدة وتأكدي بأنك سوف تشكريني في يوم من الايام .. مع السلامة ..
في تلك اللحظات أحست بحروق شديدة تسري في جسدها وتستقر في القلب .. حاولتأن تستوعب الذي حصل فلم تستطع خرجت الى الشرفة وكان الليل قد أنتصف والناس جميعهمنيام .. أحست بأنها قد أصبحت وحيدة في هذا العالم .. في هذه الليلة أرادت أن تفعلأشياء كثيرة ولكن أشياء اخرى منعتها ... وفي صباح اليوم التالي لم تستطع أن تخفينفسها الحزينة وقلبها الجريح عرف أهلها أنها مريضة ولكن ما هو مرضها هذا ما لميعرفه أحد ... ظلت بائسة يائسة لمدة يومين .. قررت بعدها أن تتصل به مرة أخرى .. وفعلا قامت بالاتصال به في تلك الليلة الحزينة ... رد صوته عبر الهاتف .. الو.. وكان صوته لم يتغير كان يظنها خطيبته في البداية ولكن فوجئ بصوت غريب ولكنه اعتادأن يسمعه .. كان صوتها فعلا قد تغير بسبب الحزن والبكاء ..سكت هو هذه المرة وسكتتهي .. وبعد فترة أغلق الخط .. ماذا تفعل أيها الانسان البائس اذا كان من أحببتهوعشقته قد تركك وتمنى أن لا يسمع صوتك ..
مضت الايام وكان هو قد غير أرقامهواتفه .. وحدد موعد الزواج في احد صالات الافراح الفخمة .. قررت هي أن تحضر ذلكالعرس ..
وتحدثن مجموعة من النساء من أنهن شاهدن فتاة رائعة الجمال دخلت منالباب الرئيسي .. ووقفت تنظر الى الكنبات التي يجلس عليها العريس وعروسه , وكانتالدموع تسيل من عينيها ثم أسرعت تلك الفتاة خارج القاعة وغادرت المكان بأكمله .. والذي لم يعرفه أحد أن هذه الفتاة قد فرحت عندما رأت العريس يبتسم لزوجته ودعت لهمالله بالتوفيق والحياة الهنيئة ..
يحكى أيضا أن تلك الفتاة قد تزوجت بعدسنتين ونصف ورأى الحضور دموعها وهي جالسة على الكنبة بجانب عريسها ..
فعلاليس كل ما يتمناه المرء يدركه
بس والله انها عبيطة الى جريت ورا مشاعرها وحكمت قلبها قبل عقلها وهو غدار الى وعدها وماوفى الله لا يوقعنا وقعتهم