الفدائي الصغير
:palestinr: :tooq: بعد عملية فدائية ناجحة للحصول على بعض معلومات المهمة عن أماكن أسلحة العدو ، تمكن الفدائي الصغير من تحقيق ما يريد ، ولكن في اللحظة الأخيرة أحس الأعداء به, فوجهوا علية نيران أسلحتهم , لكن بعض الاطلاقات إصابته في رجله فإعاقته عن السير وشلت حركته ... ومع هذا فانه بقي مصرا على إيصال ما لديه من معلومات الى الفدائيين الأبطال في قاعدتهم , فبقي يزحف ليلا ويختفي بين الأحراش نهارا ، وكان يشاهد طائرات العدو وهي تحوم فوق رأسه باحثة عنه...لكنه كان ذكيا جدا في إخفاء نفسه بين الأحراش والنباتات الكثيفة ، وبقي عدة أيام حتى أنهكه الجوع والعطش والجراح المؤلمة ، لكنه كان مصرا على ان يصل إلى القاعدة مهما كلفه الثمن , وصار يجاهد جهادا كبيرا مستعينا بالله في سبيل ذلك ... ومع هذا فان القاعدة بعيدة جدا ... والجوع والجراح قد أنهكاه , ولأهمية المعلومات التي حصل عليها فقد بقي مصرا وصابرا .
في الليل ... وإثناء زحفه بين الأشواك والصخور ... شعر بتعب كبير وإجهاد ليس لهما مثيل ، حيث ضعف جسمه كثيرا ، ولكن إرادة الله كانت معه ومع أخوته المجاهدين حينما لاح له فجأة كوخ يضيء عن بعد ، فعرف ان هذا الضوء منبعث من بيت عربي ، فجمع قوته وجاهد للوصول إليه .
بعد فترة ليست بالقليلة أمسى قريبا من البيت ، وهنا نادى بصوت واطئ ، وبعد فترة خرج إليه طفل صغير كان يعيش في هذا البيت مع امرأة عجوز ، فقدت بصرها حينما اغتصب الأعداء الصهاينة وطنها ... كان الطفل يتيم الأبوين ، فالصهاينة قتلوا أباه وأمه ، ذات يوم بسبب لا يعرفه ... حاول الصغير ان يسعف الفدائي الصغير بأشياء بسيطة كانت عنده , الا انه رفض كل شيء وطلب منه ان يسرع حالا لإيصال ما يحمل من أوراق مهمة الى قاعدة الفدائيين التي أصبحت قريبة منن المكان ، ورغم صعوبة الطريق ومخاطره الا ان الطفل قبل أن يقوم بهذه المهمة , وحمل الأوراق واختفى في تلك الظلمة الحالكة وكان سلاحه الإيمان بالله والصبر .
الأعداء الصهاينة كانوا يفتشون المنطقة تفتيشا دقيقا بحثا عن الفدائي الجريح ، وعن الأوراق المهمة التي كانت لديه ، وأخيرا وجدوه في البيت الذي تمكنوا من الوصول إليه... ولما لم يجدوا معه الأوراق قتلوه وقتلوا المرأة العجوز وحرقوا الكوخ وهم يضحكون, وهناك في القاعدة استلم الفدائيون الأوراق من الطفل الصغير وسط الإعجاب والتقدير .