وُلِدَ في وطنٍ بعيدْ، على سواحل بحرٍ مديدْ، وخليجٍ ضيِّق، خرج من بطن أمه إلى البريَّةِ مُصافِحاً أشعةَ شمس الخليجِ الحارقة التي أخذت تلسعُ جلده الناعم بسياطها اللاسعة، نمى وترعرعَ في صحراء الخليج الميتة، التي أخذ نفطها يطغو على مياهِ جوفها ليحرق جذور أشجار السدر الغابرة وسط بياديها القاحلة..
خرجَ من بطنها يستنشقُ غاز الأرض بدلاً من هوائها الدافئ..
خرجَ من بطنِ أمه ليتكيَّفَ معَ الأرض التي ولدَ فيها، معَ أناسها وأبناءِ ترابها اللاذع، كبُر ونشأ يسألُ والديْهِ عن موطنهِ بعدَ أن وضعوهُ في المدرسةِ في صفوفِ المُقيمينْ، ليتفاجأ أنَّهُ من أرضِ الكنعانْ.!!
من بقعةٍ بوركتْ حولها سائر البقاع، هناكَ وُلِدَ والديْهِ على ضفاف ذلكَ البحرُ الهائجُ بأمواجه، المزمجرُ بنوارسه، المُنسِّمُ بريحهِ وهوائه.
سرَّهُ أن يكون من أرضِ العزَّةِ والإباء، أرض الكرامةِ والشرفْ، لكنَّهُ لم يطأ ترابها يوماً، ولم يشهق يوماً بهوائها، ولم يداعب أغصان زيتونها، لم يذق طعمَ المُغتصَبْ كما لو كانَ فيها، حالَتْ الهجرةُ بينهُ وبينها، فبقيَ بعيداً عنها منقطعاً عن أهلهِ وعشيرته، لم يبقَ لهُ شيءٌ من أثرها سوى دمهُ الفلسطيني الذي توارثهُ من أبويه..
فباتَ شعورُ الغربةِ ملازماً له، وكأنَّهُ منفيٌّ من أوطانه..
ذاكَ الفتى قد سمَّاهُ الزَّمانُ لاجئاً، وسيعيشُ لاجئاً، ويموتُ مغترباً وكأنَّ الأرض ليستْ أرضهْ، ففلسطين لم تكنْ سوى رسمةً بريئةً قد رسمها في دواخِلِ سجيَّتِه ليعيشها في خيالاتهِ الباهتةَ وكأنَّها جنَّته، ومملكةُ أحلامه..
من بقعةٍ بوركتْ حولها سائر البقاع، هناكَ وُلِدَ والديْهِ على ضفاف ذلكَ البحرُ الهائجُ بأمواجه، المزمجرُ بنوارسه، المُنسِّمُ بريحهِ وهوائه.
سرَّهُ أن يكون من أرضِ العزَّةِ والإباء، أرض الكرامةِ والشرفْ، لكنَّهُ لم يطأ ترابها يوماً، ولم يشهق يوماً بهوائها، ولم يداعب أغصان زيتونها، لم يذق طعمَ المُغتصَبْ كما لو كانَ فيها، حالَتْ الهجرةُ بينهُ وبينها، فبقيَ بعيداً عنها منقطعاً عن أهلهِ وعشيرته، لم يبقَ لهُ شيءٌ من أثرها سوى دمهُ الفلسطيني الذي توارثهُ من أبويه..
فباتَ شعورُ الغربةِ ملازماً له، وكأنَّهُ منفيٌّ من أوطانه..
ذاكَ الفتى قد سمَّاهُ الزَّمانُ لاجئاً، وسيعيشُ لاجئاً، ويموتُ مغترباً وكأنَّ الأرض ليستْ أرضهْ، ففلسطين لم تكنْ سوى رسمةً بريئةً قد رسمها في دواخِلِ سجيَّتِه ليعيشها في خيالاتهِ الباهتةَ وكأنَّها جنَّته، ومملكةُ أحلامه..
.
.
.
لاجئٌ محروم..