:bsmallah:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~ أبكاني كلامه{من اروع ما قرأتُ}~
هذه الكلمات التي انقلها لكم
كتبها أخ كريم
جزاه الله الفردوس الأعلى
حقا كلماته أسرتني
وحركت شجوني
راائعة جدا ومؤلمة
إليكن ما كتب......
ليتكن تقرؤنها بهدوء....كلمة كلمة....
قبل أيام ..
هناك ..
وفجأة ..
توقف السائق على الجانب الأيسر في الطريق الضيق في منتصف الجبل الشاهق
وقام بفتح نافذته ليقتحم الهواء البارد المركبة منعشًا أربعتنا
.. امتلئتْ رئتايَ بهواء الأردن النقي في ريفها
ولم يعدني من دوامة التفكير تلك اللحظات إلا صوت السائق .. وهو يمد يمينه مشيرًا إلى أنوارٍ بعيدة .. ودار الحوار بيني نيابة عن صاحبيّ وبينه .. بدأهُ قائلًا :
_ بِتْشوفو الأنوار اللي ع اليمين ورا البحر الميت ؟
* ايه .. وش هي ذيك الأنوار ؟
_ هاي أنوار أريحا
* هذي فلسطين ؟
_ أيوه .. شو مالك .. تحسبها بعيدة ؟ .. قريبة يا عبدالله بالمرة ..
طيب بتشوف هاك الأنوار اللي قدامنا على اليسار ؟
* ايه
_ هاي أنوار القدس
* ايش ؟!
_ ايش شو مالك ؟ .. أنوار القدس .. بتشوف النورين البيض بالوسط ؟ .. هاي أنوار مسجد كبير هناك !
* ...
_ عبدالله شو .. ايش فيك ؟
* .....
.. ويطول الصمت
وتتساقط الدموع
فهناك
على ذلك المدى المتلحف بالظلام
التقت الأعين
وسًكبت الدموع
وتلعثم إحساس
المشاعر كلها مضطربة
.. أحقًا هذه أنتِ ؟!
.. رباه
لا أصدق
أهذهِ الحبيبة السليبة ؟
أهذه الأميرة الكسيرة الحسيرة ؟
وا حرّ قلباه ..
وأي قلبٍ لي والقدس أسيرة ؟!
أحقًا هذه هي القدس التي بكينا من أجلها
وأرقنا من أجلها
همنا بها
كم رسمنا لها ألف ألف صورة وصورة في مخيلاتنا
وكم وكم تمنينا معناقتها
وكم هتفنا باسمها في صلواتنا ومساجدنا ومعاهدنا وبيوتنا ومدارسنا وخلواتنا وحركاتنا وسكناتنا ..
.. ياااااه أيتها القدس
أحقًا هذه أنتِ !
.. كل تلك التساؤلات مرّت عليّ في ثوانٍ معدودة وأنا أنظرها مرتبكًا حائرًا
واشتدّت حيرتي حينما التَفَتَتِ القدسُ إليّ بعينينِ موهنتين
ونظرتْ إليّ مستنجدة
تستغيث في ذلك الليل البهيم
حيث لا أحد
أنا وهي
.. أنا على جبل وهي على ربوة .. وبيننا البحر الميت
كأنه يرمز إلى مواتِ روحي
وكأنه يخبرها إلى أن ما بعده أموات
فلا حياة لمن تنادي ..
.. وقبل أن أتنفس أخرى
وإذ بالسائق يحرك المركبة مبتعدًا
كأنه يسرق أملًا ارتسم على المدى أمام القدس
فتلاحقني بنظراتها الموجوعة الولوعة
وأنا أشيح
أشيح باكيًا
حتى ساد الصمت السيارة
ولم تسمع الدنيا آن ذاك إلا نشجَ الألم
.. ولم أتمالك أن أصدقها متألمًا باكيًا :
لا تقصديني فإني لستُ أنتصرُ
البحرُ يمنعني .. والجبنُ والخَوَرُ
لا تنظريني بلحظِ الذلِّ موهنةً
الهمُّ يسلبني .. والعجزُ والضجرُ
ما زلتِ حبلى ولا أقوى على أملي
.. كم شفني لاعجٌ بالقهرِ يستعرُ !
ما زلتِ ثكلى .. وفي خدّيكِ ذابلةٌ
أودى بها دمعكِ اللّوّاع والكدرُ !
ما زلتِ في طيف أحلامي مبعثرةً
تنأى بكِ الخيبةُ الحرّى ومندثرُ !
وتستبيحكِ ذكرى الأمسِ شاحبةً
الوجدُ مزّعها في بيدِ من غدروا
أأستميحكُ يا قدساه منكسرًا
وقد رأيتكِ في أحضان من فجروا ؟
وحولَ خدركِ من باعوا ضمائرهم ؟
ولا صلاحٌ .. ولا يحيى .. ولا عمرُ ؟
.. القبرُ أولى بِحُرٍ عاد أغنيةً
على شفاهِ الأسى تغتالهُ السِّيَرُ !
*
*
.. أواهُ
لمّا تُستباحُ كرامةٌ في جوفِ حُرْ !
أواهُ
لمّا تختفي شمسُ الإبا في ثغر فجرْ !
أواهُ ..
لكني سأحملُ مشعلًا أقتاتُ فيه المجد رغمَ الجورِ والطغيانِ من آثارِ بدرْ !
اللهم يا حيُّ يا قيوم
يا ذا الجلال والإكرام
أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت
أن ترزقني صلاة الفتح في محراب المسجد الأقصى
وأن ترزقني الجهاد والشهادة
مخلصًا مقبلًا غير مدبر
كارًا غير فار
إنك على كل شيء قدير !
*
" لا تقصديني .. ! "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~ أبكاني كلامه{من اروع ما قرأتُ}~
هذه الكلمات التي انقلها لكم
كتبها أخ كريم
جزاه الله الفردوس الأعلى
حقا كلماته أسرتني
وحركت شجوني
راائعة جدا ومؤلمة
إليكن ما كتب......
ليتكن تقرؤنها بهدوء....كلمة كلمة....
قبل أيام ..
هناك ..
وفجأة ..
توقف السائق على الجانب الأيسر في الطريق الضيق في منتصف الجبل الشاهق
وقام بفتح نافذته ليقتحم الهواء البارد المركبة منعشًا أربعتنا
.. امتلئتْ رئتايَ بهواء الأردن النقي في ريفها
ولم يعدني من دوامة التفكير تلك اللحظات إلا صوت السائق .. وهو يمد يمينه مشيرًا إلى أنوارٍ بعيدة .. ودار الحوار بيني نيابة عن صاحبيّ وبينه .. بدأهُ قائلًا :
_ بِتْشوفو الأنوار اللي ع اليمين ورا البحر الميت ؟
* ايه .. وش هي ذيك الأنوار ؟
_ هاي أنوار أريحا
* هذي فلسطين ؟
_ أيوه .. شو مالك .. تحسبها بعيدة ؟ .. قريبة يا عبدالله بالمرة ..
طيب بتشوف هاك الأنوار اللي قدامنا على اليسار ؟
* ايه
_ هاي أنوار القدس
* ايش ؟!
_ ايش شو مالك ؟ .. أنوار القدس .. بتشوف النورين البيض بالوسط ؟ .. هاي أنوار مسجد كبير هناك !
* ...
_ عبدالله شو .. ايش فيك ؟
* .....
.. ويطول الصمت
وتتساقط الدموع
فهناك
على ذلك المدى المتلحف بالظلام
التقت الأعين
وسًكبت الدموع
وتلعثم إحساس
المشاعر كلها مضطربة
.. أحقًا هذه أنتِ ؟!
.. رباه
لا أصدق
أهذهِ الحبيبة السليبة ؟
أهذه الأميرة الكسيرة الحسيرة ؟
وا حرّ قلباه ..
وأي قلبٍ لي والقدس أسيرة ؟!
أحقًا هذه هي القدس التي بكينا من أجلها
وأرقنا من أجلها
همنا بها
كم رسمنا لها ألف ألف صورة وصورة في مخيلاتنا
وكم وكم تمنينا معناقتها
وكم هتفنا باسمها في صلواتنا ومساجدنا ومعاهدنا وبيوتنا ومدارسنا وخلواتنا وحركاتنا وسكناتنا ..
.. ياااااه أيتها القدس
أحقًا هذه أنتِ !
.. كل تلك التساؤلات مرّت عليّ في ثوانٍ معدودة وأنا أنظرها مرتبكًا حائرًا
واشتدّت حيرتي حينما التَفَتَتِ القدسُ إليّ بعينينِ موهنتين
ونظرتْ إليّ مستنجدة
تستغيث في ذلك الليل البهيم
حيث لا أحد
أنا وهي
.. أنا على جبل وهي على ربوة .. وبيننا البحر الميت
كأنه يرمز إلى مواتِ روحي
وكأنه يخبرها إلى أن ما بعده أموات
فلا حياة لمن تنادي ..
.. وقبل أن أتنفس أخرى
وإذ بالسائق يحرك المركبة مبتعدًا
كأنه يسرق أملًا ارتسم على المدى أمام القدس
فتلاحقني بنظراتها الموجوعة الولوعة
وأنا أشيح
أشيح باكيًا
حتى ساد الصمت السيارة
ولم تسمع الدنيا آن ذاك إلا نشجَ الألم
.. ولم أتمالك أن أصدقها متألمًا باكيًا :
لا تقصديني فإني لستُ أنتصرُ
البحرُ يمنعني .. والجبنُ والخَوَرُ
لا تنظريني بلحظِ الذلِّ موهنةً
الهمُّ يسلبني .. والعجزُ والضجرُ
ما زلتِ حبلى ولا أقوى على أملي
.. كم شفني لاعجٌ بالقهرِ يستعرُ !
ما زلتِ ثكلى .. وفي خدّيكِ ذابلةٌ
أودى بها دمعكِ اللّوّاع والكدرُ !
ما زلتِ في طيف أحلامي مبعثرةً
تنأى بكِ الخيبةُ الحرّى ومندثرُ !
وتستبيحكِ ذكرى الأمسِ شاحبةً
الوجدُ مزّعها في بيدِ من غدروا
أأستميحكُ يا قدساه منكسرًا
وقد رأيتكِ في أحضان من فجروا ؟
وحولَ خدركِ من باعوا ضمائرهم ؟
ولا صلاحٌ .. ولا يحيى .. ولا عمرُ ؟
.. القبرُ أولى بِحُرٍ عاد أغنيةً
على شفاهِ الأسى تغتالهُ السِّيَرُ !
*
*
.. أواهُ
لمّا تُستباحُ كرامةٌ في جوفِ حُرْ !
أواهُ
لمّا تختفي شمسُ الإبا في ثغر فجرْ !
أواهُ ..
لكني سأحملُ مشعلًا أقتاتُ فيه المجد رغمَ الجورِ والطغيانِ من آثارِ بدرْ !
اللهم يا حيُّ يا قيوم
يا ذا الجلال والإكرام
أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت
أن ترزقني صلاة الفتح في محراب المسجد الأقصى
وأن ترزقني الجهاد والشهادة
مخلصًا مقبلًا غير مدبر
كارًا غير فار
إنك على كل شيء قدير !
*
" لا تقصديني .. ! "