ثرثــــرة (قصة قصيرة)
بدأ هطول الأمطار خفيفاً … يبعث في النّفس الانشراح و السرور … ثم لم يلبث أن اشتدّ هطول الأمطار … و بدأ الناس في الإسراع و مُحاولة الاحتماء … انتحى رضوان بدوره و فتح مظلّته … و أخذ يُراقب حركة المارّة.
مرّ من أمامه رجلٌ حسنُ الهندام … وسيم الملامح … لم يُؤثِّر الماء المنهمر على طريقة مشيه المتّزنة … سأله رضوان باهتمام :
- "لم لا تحتمي من المطر مثلما يفعل الآخرون … ؟؟؟"
أجاب ذلك الرجل :
- "و لماذا أفعل ذلك ؟؟؟"
قال رضوان :
- "و هل من العقل أن تبقى تحت المطر … ؟؟؟"
أجاب الرجل :
- "أولى درجات الحُمق أن تعتقِد بأنّ عاقل …"
ثم أضاف وهو ينصرِف :
- "من يخاف زخّات المطر لا يُمكنه يوماً أن يعبُر البحر …"
بقي رضوان مُندهشاً … حتى رأى كهلاً يجري مُهروِلاً نحوه … اقترب منه كثيراً … و زاحمه تحت مظلّته فسأله رضوان :
- "من أنت … ؟؟؟"
أجاب الكهل :
- "ألا تعرفني ؟؟؟"
قال رضوان :
- "ربما نسيتُكَ … الأصحاب كُثُر … و الأيّام مِمحاة …"
ضحك الكهل و قال :
- "صدقْتَ … فنحن ننسى من شاركنا الضحك … لكنّنا لا ننسى من شاركنا البكاء … "
ثم التفت ناحية الطريق … و انطلق يجرُّ أذيال خيبة بدت على وجهه …
ساد الصمت بداخل رضوان للحظات بدت طويلة … استرجع خلالها صوراً كثيرة … لكن من بين تلك الصور أشرقت صورٌ مُتعدِّدة … و في مُحاولةٍ منه لمعرفة سر تلك الإشراقات أخذ رضوان يُردِّد :
- "بعض الناس كالغذاء النافع … و بعضهم كالسّم الناقع …"
ثم لم يلبث أن لمح من بعيد شاباً يسير بلامبالاة بما يدور حوله … كأنما يسبح في الخيال … ابتلَّت ملابسه … شعر رضوان بالشَّفقة نحوه و تمنّى لو شاركه الاحتماء بمظلّته … ثم لم يلبث أن توجّه ذلك الشاب نحوه بخطوات عابثة … نظر أليه تم قال :
- "محظوظ أنت بهذه المظلَّة … عرفتَ كيف تتصرّف جيِّداً"
أجاب رضوان :
- "… الحياة تجارب"
نظر إليه ذلك الشاب و ابتسامة ساخرة تعلو شفتيه و قال :
- "التجارب يتحدّث عنها الناس حينما يتحدّثون عن أخطائهم …"
قال رضوان :
- "و لم لا تكون هذه التجارب نابعة من أفكار قيّمة"
نظر إليه ذلك الشاب و قال :
- "الناس مثلي … لا حظّ لهم في هذه الحياة … فلو اتَّجرتُ في الأكفان مثلاُ ما مات أحد … فلماذا أتعب و أكدّ … "
ثم ولّى سائراً تحت المطر دون أن ينتظر جواباً !!!
لاحظ رضوان أن المطر آخذٌ في الاشتداد … و ربما لا تصمد مظلّته المتهالكة كثيراً … بدأ يسير نحو الشارع الرئيسي … اشتدّ هطول الأمطار فلم يسعه سوى النداء :
- "تاكسي … تاكسي …"
توقّف التاكسي … ركب بسرعة … سأله السائق :
- "إلى أين سيدي"
أجاب رضوان :
- "إلى يوم غد … لو سمحت !!! "
مرّ من أمامه رجلٌ حسنُ الهندام … وسيم الملامح … لم يُؤثِّر الماء المنهمر على طريقة مشيه المتّزنة … سأله رضوان باهتمام :
- "لم لا تحتمي من المطر مثلما يفعل الآخرون … ؟؟؟"
أجاب ذلك الرجل :
- "و لماذا أفعل ذلك ؟؟؟"
قال رضوان :
- "و هل من العقل أن تبقى تحت المطر … ؟؟؟"
أجاب الرجل :
- "أولى درجات الحُمق أن تعتقِد بأنّ عاقل …"
ثم أضاف وهو ينصرِف :
- "من يخاف زخّات المطر لا يُمكنه يوماً أن يعبُر البحر …"
بقي رضوان مُندهشاً … حتى رأى كهلاً يجري مُهروِلاً نحوه … اقترب منه كثيراً … و زاحمه تحت مظلّته فسأله رضوان :
- "من أنت … ؟؟؟"
أجاب الكهل :
- "ألا تعرفني ؟؟؟"
قال رضوان :
- "ربما نسيتُكَ … الأصحاب كُثُر … و الأيّام مِمحاة …"
ضحك الكهل و قال :
- "صدقْتَ … فنحن ننسى من شاركنا الضحك … لكنّنا لا ننسى من شاركنا البكاء … "
ثم التفت ناحية الطريق … و انطلق يجرُّ أذيال خيبة بدت على وجهه …
ساد الصمت بداخل رضوان للحظات بدت طويلة … استرجع خلالها صوراً كثيرة … لكن من بين تلك الصور أشرقت صورٌ مُتعدِّدة … و في مُحاولةٍ منه لمعرفة سر تلك الإشراقات أخذ رضوان يُردِّد :
- "بعض الناس كالغذاء النافع … و بعضهم كالسّم الناقع …"
ثم لم يلبث أن لمح من بعيد شاباً يسير بلامبالاة بما يدور حوله … كأنما يسبح في الخيال … ابتلَّت ملابسه … شعر رضوان بالشَّفقة نحوه و تمنّى لو شاركه الاحتماء بمظلّته … ثم لم يلبث أن توجّه ذلك الشاب نحوه بخطوات عابثة … نظر أليه تم قال :
- "محظوظ أنت بهذه المظلَّة … عرفتَ كيف تتصرّف جيِّداً"
أجاب رضوان :
- "… الحياة تجارب"
نظر إليه ذلك الشاب و ابتسامة ساخرة تعلو شفتيه و قال :
- "التجارب يتحدّث عنها الناس حينما يتحدّثون عن أخطائهم …"
قال رضوان :
- "و لم لا تكون هذه التجارب نابعة من أفكار قيّمة"
نظر إليه ذلك الشاب و قال :
- "الناس مثلي … لا حظّ لهم في هذه الحياة … فلو اتَّجرتُ في الأكفان مثلاُ ما مات أحد … فلماذا أتعب و أكدّ … "
ثم ولّى سائراً تحت المطر دون أن ينتظر جواباً !!!
لاحظ رضوان أن المطر آخذٌ في الاشتداد … و ربما لا تصمد مظلّته المتهالكة كثيراً … بدأ يسير نحو الشارع الرئيسي … اشتدّ هطول الأمطار فلم يسعه سوى النداء :
- "تاكسي … تاكسي …"
توقّف التاكسي … ركب بسرعة … سأله السائق :
- "إلى أين سيدي"
أجاب رضوان :
- "إلى يوم غد … لو سمحت !!! "