غزة - وكالة معا
في غزة شبان وشابات فاتهم قطار الزواج ودخلوا مرحلة العنوسة تحت قسوة ضيق الحال، وعائلات ضاقت منازلها بسكانها ولم تستطع التوسع حتى في اضافة غرفة فوق سطح المنزل، ما حدا بأحد الغزيين إلى بناء بيت من طين في ظل الحصار الذي تفرضه اسرائيل على دخول مواد البناء إلى القطاع، ناهيك عن تدمير العديد من البيوت والمنازل في حرب غزة الأخيرة.
وقال المواطن جهاد الشاعر من مدينة رفح إن فكرة بناء البيوت من طين جاءت من خلال زيارة قام بها إلى بلاد شرق آسيا منذ نحو 5 سنوات، وما شاهده في تركيا ودول أوروبية من بناء بيوت من طين، معتبراً أنها تراث حديث مثلما ان الفكرة مستلهمة مما ابتدعه الاجداد.
وأوضح الشاعر ان عدم توفر مواد الاسمنت والحديد ومستلزمات البناء اضطره لبناء منزل من الطين اضافة إلى ضيق البيت القديم وعدم اتساعه لاطفاله.
وقال الشاعر: انها كانت مجرد فكرة تطورت مع الحصار والإغلاق وعدم توفر مستلزمات البناء فاضطررنا للبناء باستخدام الطين بعد ان انتظرنا سنوات طويلة ونحن نسمع كلمات احترام والتزام حتى عيل صبرنا .
وعن تكلفة بناء المنزل الطيني اوضح الشاعر ان كلفة المنزل 3000 دولار وهو بيت مكون من غرفتين وحمام ومطبخ وصالون مساحته 80 متر وهو هذا يتسع لعائلة مكونة من 6 أفراد.
وعن مميزات بيت الطين اضاف الشاعر : ان ما يميز البيت انه يحتوى على مساحة واسعة أمامه بمثابة متنزه للأطفال. و قد ساعده على اخذ هذه المبادرة كون قطعة الأرض التي اقام عليها البيت من الطين هي ملكه .
أما عن المواد المستخدمة في البناء فيوضح ان المواد المستخدمة في البناء طين وتبن وجريد النخل واخشاب تستخدم في تصنيع الأبواب والشبابيك بالإضافة إلى استخدام رزات قديمة وهي المتوفرة في ظل الحصار.
ويردف: كما أن للبيوت الطينية فوائد منها ان البيت بارد قي الصيف ودافئ في الشتاء فهو لا يحتاج للمكيفات للتبريد ولا يحتاج لإشعال النار للتدفئة.
وبعث الشاعر رسالة لكل الشباب الذين عزفوا عن الزواج بسبب الوضع الاقتصادي ولاؤلئك الذين تهدمت بيوتهم ومن يسكنون في ايجار ان يقدموا على هذه الخطوة دون تردد . مطالبا الجهات المعنية اعفاء اصحاب البيوت الطينية من تراخيص البناء.