الصمتُ مات ..
..
الفجر يحيط بالمدينة من جهاتها الخمسة..!
والبريّة موتى في أحضان نوم وردي..!
..
صوت صارخ من أعماق المدينة يطعن آذانهم.. ويمزق أحلامهم.. ويفسد غفوتهم..!
صوتٌ.. يقسم بأن هناك وجع عند المعبر الأخير..!
..
فزعت الأجساد هائمة..
ورمت بقواها لرياح الصباح الباردة لتعبر بها إلى المعبر..!
..
الصراخ يخرق مسامعهم.. ويقطع قلوبهم..!
اقتربوا.. واقتربوا..!
..
وإذا بالصمت جثة ملطخة بالدم..!
مزروعة في جسده سيوف من جهنم..!
ورماح من لظى..!
غائر الجرح..
متنهدا لأنفاسه الأخيرة..
يتقلب على جمر الموت..
راحته على صدره..
يستغيث القدر.. ويتسول القضاء.. ويسنتجد الدهر..
بينه وبين المنفى أنفاس ثلاثة..!
وفجأة..
الأرض من تحته تهتز..!
ترتجف.!
صورته تغيرت.. أجفانه ذابت.. قواه انهارت..
حركاته توقفت.. صرخاته غابت.. أنفاسه فرغت..
ألوان الكون تمحو عينيه وتطمسها..
ونسيم الصباح يُهدهد رموشه الذابلة ويحضنها..
..
روحه خرجت كطير صغير حلّق عاليا.. مخترقا غشاء الدنيا.. وكأنه على موعد خاص في السماء الرابعة..
...
الرياح تركل جثته كورقة خريفية توزع فتاتها في أزقة الطرقات..!
...
شيخ المدينة يرقب المشهد من ثقب صومعته الرمادية..!
وهو يتمتم بأدعية الأنبياء..!
...
الصمت ماااات..! الصمت صُرِع..!
...
وبدأ كل شيء حولنا يتمتم..
قلوبنا..
أرواحنا.. أجسادنا..
كل شيء..
...
خلف الصدور فوج من الأصوات المخنوقة..
فلتت من زنزانة الصمت الثقيل..
وأخذت تطوف في المدينة في طوابير طويلة تبوح وتشكو وتأن..!
..
وفي مقبرة الأجساد القديمة..
تتفجر آهات مواجعة.. كشُهب الليل الفارط..
لتهب السماء سحابة دُخان عملاقة تهدم أسوار الفضاء البعيد..!
..
وهناك.. أرواح تسربت من قفصها الجسدي..
حرة طليقة..!
ترفرف فوق هاماتنا.. وكأنها حمامة مجهشة بالبكاء.!
تمطرنا بدموعها الدافئة..!
وتغني لنا.. أغنية القهر الكبير..!
..
وهناك تحت ظل أسوار القلعة الطيني..
أفئدة ملطخة بالشّوك..
ممسكة بحلقات الباب الفضية..
تنوح ظلما على تعذيبها.. وتجويعها.. وحبسها.!
تشكو ظلم الخليفة الأول والثاني... والأخير..!
...
وهناك.. قلوب معطرّة بقطرات المطر..
تبحث عن ملجأ هناك..
لتختفي فيه من قسوة إنسان..!
...
أفئدة حزينة.. تبكي غلظة الزمن.. ولسعات المحن..وكبت الأيام والسنون..!
وقلوب عاشقة.. نبضاتها طرب.. ودقاتها رقص.. وحركتها كبرياء..!
وأرواح بائسة.. حضنتها الأوجاع.. وضمتها الآلام.. وصاحبتها الفاجعة..!
و.. و
و.. و
..
المدينة في ضجة رهيبة..!
تعج بالويل..!
وتغرق بالدموع..!
وتختنق بالهموم..!
..
كل شيء فيها يتمتم..!
الحجر..
الشجر..
البشر..
الآلات.. الجدران.. البنيان.. الأرض
كل شيء..!
إلا أنا بقيت صامتا لا أتكلم..
رغم موت الصمت..!
..
سحر الكلمات..!
..
الفجر يحيط بالمدينة من جهاتها الخمسة..!
والبريّة موتى في أحضان نوم وردي..!
..
صوت صارخ من أعماق المدينة يطعن آذانهم.. ويمزق أحلامهم.. ويفسد غفوتهم..!
صوتٌ.. يقسم بأن هناك وجع عند المعبر الأخير..!
..
فزعت الأجساد هائمة..
ورمت بقواها لرياح الصباح الباردة لتعبر بها إلى المعبر..!
..
الصراخ يخرق مسامعهم.. ويقطع قلوبهم..!
اقتربوا.. واقتربوا..!
..
وإذا بالصمت جثة ملطخة بالدم..!
مزروعة في جسده سيوف من جهنم..!
ورماح من لظى..!
غائر الجرح..
متنهدا لأنفاسه الأخيرة..
يتقلب على جمر الموت..
راحته على صدره..
يستغيث القدر.. ويتسول القضاء.. ويسنتجد الدهر..
بينه وبين المنفى أنفاس ثلاثة..!
وفجأة..
الأرض من تحته تهتز..!
ترتجف.!
صورته تغيرت.. أجفانه ذابت.. قواه انهارت..
حركاته توقفت.. صرخاته غابت.. أنفاسه فرغت..
ألوان الكون تمحو عينيه وتطمسها..
ونسيم الصباح يُهدهد رموشه الذابلة ويحضنها..
..
روحه خرجت كطير صغير حلّق عاليا.. مخترقا غشاء الدنيا.. وكأنه على موعد خاص في السماء الرابعة..
...
الرياح تركل جثته كورقة خريفية توزع فتاتها في أزقة الطرقات..!
...
شيخ المدينة يرقب المشهد من ثقب صومعته الرمادية..!
وهو يتمتم بأدعية الأنبياء..!
...
الصمت ماااات..! الصمت صُرِع..!
...
وبدأ كل شيء حولنا يتمتم..
قلوبنا..
أرواحنا.. أجسادنا..
كل شيء..
...
خلف الصدور فوج من الأصوات المخنوقة..
فلتت من زنزانة الصمت الثقيل..
وأخذت تطوف في المدينة في طوابير طويلة تبوح وتشكو وتأن..!
..
وفي مقبرة الأجساد القديمة..
تتفجر آهات مواجعة.. كشُهب الليل الفارط..
لتهب السماء سحابة دُخان عملاقة تهدم أسوار الفضاء البعيد..!
..
وهناك.. أرواح تسربت من قفصها الجسدي..
حرة طليقة..!
ترفرف فوق هاماتنا.. وكأنها حمامة مجهشة بالبكاء.!
تمطرنا بدموعها الدافئة..!
وتغني لنا.. أغنية القهر الكبير..!
..
وهناك تحت ظل أسوار القلعة الطيني..
أفئدة ملطخة بالشّوك..
ممسكة بحلقات الباب الفضية..
تنوح ظلما على تعذيبها.. وتجويعها.. وحبسها.!
تشكو ظلم الخليفة الأول والثاني... والأخير..!
...
وهناك.. قلوب معطرّة بقطرات المطر..
تبحث عن ملجأ هناك..
لتختفي فيه من قسوة إنسان..!
...
أفئدة حزينة.. تبكي غلظة الزمن.. ولسعات المحن..وكبت الأيام والسنون..!
وقلوب عاشقة.. نبضاتها طرب.. ودقاتها رقص.. وحركتها كبرياء..!
وأرواح بائسة.. حضنتها الأوجاع.. وضمتها الآلام.. وصاحبتها الفاجعة..!
و.. و
و.. و
..
المدينة في ضجة رهيبة..!
تعج بالويل..!
وتغرق بالدموع..!
وتختنق بالهموم..!
..
كل شيء فيها يتمتم..!
الحجر..
الشجر..
البشر..
الآلات.. الجدران.. البنيان.. الأرض
كل شيء..!
إلا أنا بقيت صامتا لا أتكلم..
رغم موت الصمت..!
..
سحر الكلمات..!