لذا لا تقتصر المقابلة الشخصية على ما تقول، بل أيضا كيف تقوله وكيف تبدو وأنت تقوله. فرغم أجابتك عن كل الأسئلة الموجهة إليك بدقة ووضوح وثقة، فإذا كان الاتصال غير اللفظي الصادر عنك ضعيف فإن الرسالة الإجمالية التي ترسلها تنم عن انك ضعيف أيضا. وللتأكد من أن حركاتك وتصرفاتك واتصالك غير اللفظي يرسل انطباع ايجابي فهناك بعض الأشياء التي يجب أن تضعها نصب عينيك، رغم أن هذه الأشياء وحدها لن تجعلك تفوز بالوظيفة إلا أنها قطعا عامل مساعد أو مضاد لفرص نجاحك.
بعض الإرشادات المطلوب إتباعها أثناء المقابلة الشخصية :
يجب الحضور للمقابلة وأنت واعي تماماً، وقد أخذت قسطا كافياً من الراحة والنوم ليكون ذهنك حاضرا وتستطيع الإجابة بأفضل طريقة.
ادخل الغرفة بثقة فحين تقابل المسئول عن المقابلة للمرة الأولى، ارفع رأسك عاليا من غير كبرياء أو تعجرف ، وابتسم وتأكد أن مظهرك يوحي بالتحمس لهذه الفرصة.
لا تصافح من تقابله بقبضة متراخية ففي محيط العمل المحترف يدك وقبضتك عندما تصافح تفصح الكثير عنك. تأكد أن يدك قوية وحازمة ولكن في نفس الوقت لا تبالغ في ذلك فتؤلم من يصافحك.
إن محاكاة وضع وطريقة جلوس الشخص الذي تتحدث إليه شيء طبيعي وغالبا ما ينتج عنه جو غير متوتر. انتبه لما يقوم به وحاول محاكاة وضعه وتصرفاته ونبرة انفعاله في الحديث بطريقة حاذقة وغير ملموسة، ولكن هذا لا يعني تقليده في كل شيء أو حركة فيصبح الوضع غريب وغير مريح أو يثير حفيظته بأنك ربما تسخر منه .
لا تأرجح ساقك أو تخبط الأرض برجلك، أو تلف خصل من شعرك أو تعتصر يديك ، أو تقضم أظافرك، فكل هذه الحركات تدل على عدم الثقة بالنفس والخوف مما يؤدي إلى التشتيت.
انتبه لجلستك. قد يبدو لك هذا بديهي أو ليس ذو أهمية، ولكن أن جلست مستقيم الظهر جيدا ومفرودا تقول للمسئول أنك واثق من نفسك وذو شخصية قوية.
يجب أن تداوم على الاتصال البصري مع من تقابله، فإن لم تفعل سوف تفقد سهولة الاتصال والتفاهم معه، أن الاتصال البصري ذو أهمية قصوى وتكتيك هام في المقابلة رغم انه قد يكون غير مريح أو محرج بعض الشيء.
حاول استخدام تعبيرات واتصالات غير لفظية لتعرب عن اهتمامك وانتباهك لما يقال وذلك مثل رفع حاجبيك حين يقول الشخص الآخر نقطة هامة، أو عن طريق الإيماء برأسك بالإيجاب و تشجيع المتحدث على متابعة حديثه وانك تؤيده، أو تميل رأسك جانبا وأنت تنصت له.
حاول أن تعرف ما هي الوظيفة ومسئولياتها، ومتطلباتها من مؤهلات وخبرة ومهارات قبل المقابلة الشخصية، وموقعها في الشركة من حيث مستوى المسئولية
حاول بحث مرتبات السوق بالنسبة لنفس نوع الوظيفة ومثيلاتها.
في حالة عدم رضاك عن المرتب فلا بأس من طلب المزيد من الوقت للتفكير ، أو الرد في الحال إن لم تستطع الموافقة.
تستطيع أيضا مناقشة المرتب المعروض عليك، على أن يكون التفاوض في هدوء وذوق، وتظهر إمكانياتك والمهارات التي تتميز بها لتقنع الآخر بوجهة نظرك.
التحضير للمقابلة الشخصية
الملابس والمظهر :
عندما تعلم أنك فعلا قد حصلت على موعد للمقابلة الشخصية فيجب أن تستعد للمقابلة وتحضر لها فمثلا ماذا يجب أن تلبس ؟ هذه فرصتك الكبرى لإقناع من تجرى معهم المقابلة باختيارك. فإنه ليس سرا أن مظهرك له أكبر الأثر فيما تتركه من انطباع أول. فاهتمامك بمظهرك هو جزء من احترامك لنفسك وقيمتك وينم عن احترامك لمن تقابلهم أيضا والاهتمام بهم.
لذلك ننصحك قبل ذلك بمحاولة الحديث مع العاملين بالشركة أو جهة العمل الطالبة لمعرفة ما إذا كان هناك زى معين من الملابس تطلبها جهة العمل وتتوقعها من العاملين بها وما مدى الالتزام بهذه النوعية من قبل الإدارة. اختر ما يعطي انطباع بأنك شخص محترف وحاول أن تقتني أو تحيك ما يناسبك ويعطيك المظهر اللائق.
ما يجب مراعاته في مظهرك العام :
• يجب أن يكون مظهرك نظيفا ومهندم وشعرك أيضا مصفف ونظيف .
• يفضل اختيار الألوان الداكنة مثل الكحلي، الأسود أو الرمادي .
• ينصح في حالة لبس البدلة ، أو الجاكت ، أو البنطال بوضع الكرافتة .
• أما عن الحذاء فيكون من الجلد ( يفضل اللون الأسود ) ويكون نظيف ولامع. لا تذهب للمقابلة بحذاء رياضي أو شبشب " سابو " يظهر الأصابع أو الكعب، فهذا ليس المظهر اللائق لعمل المقابلة ويظهر الاستهانة بمن تقابلهم.
• يجب قص أظافر الأيدي خاصة ظفر الإصبع الصغير، وتنظيف الأظافر مما قد يعلق تحتها لتبدو نظيفة.
• السيدات والآنسات : أن تكون محجبة أو محتشمة ؛ لأن هذا يكسبها احتراما من قبل المؤسسات الجادة، وينصح بالألوان الغامقة أيضا مثل الكحلي ، الزيتي ، النبيتي ، الرمادي.
• لا ننصح السيدات والآنسات بوضع المكياج أو لبس الحلي الثمينة.
• يجب أن تكون الأظافر في طول معقول ونظيفة ومتساوية .
أساليب المقابلة ونماذج الأسئلة :
أثناء المقابلة تحدث بهدوء وسلاسة واسأل أسئلة واقعية ومرتبطة بمجال عمل الشركة والوظيفة فهذا كفيل بإعطاء انطباع جيد لمن يجري المقابلة باهتمامك وكفاءتك ونظرتك العميقة للعمل.
حاول أن تبني صلة أو وئام في الحديث بينك وبين من تجري معه المقابلة فقدرتك على خلق هذه الصلة عنصر فعال وهام في نجاح المقابلة حيث أن المديرين ومسئولي التعيين يتسامحون في عيوب طالبي الوظائف اللذين يحسون تجاههم بالتعاطف النفسي.
كيف تخلق الصلة والوئام ؟
المظهر هو أول خطوة في خلق ذلك. فالمظهر المهندم والنظيف هو أول انطباع جيد، والشعور بأن شخص ليس لديه ما يخفيه تضيف الكثير لهذا الإحساس، ثم تأتي بعد ذلك تعبيرات الوجه ، فابتسم في بداية اللقاء ولا تكن ابتسامتك عريضة إلى أبعد الحدود أو مشدودة، فهذا يقلق من تقابله ولا يكون مرتاحا لك. انظر في عين من يجري المقابلة حين ترد على أسئلته وتحدث باهتمام وبلهجة سلسة، فهذا ينم عن انك تتحدث بصدق وإخلاص وانك شخص محترف تدعو للثقة .
كن مستمعا جيداً :
كثيراً ما يهتم المتقدم للوظيفة بالتحدث عن نفسه لذكر محاسنه وينسى أن يستمع لما يقال. يجب في هذا المقام أن تكون مستمع جيد تستمع بقدر ما تتحدث.
لا تجعل قلقك للحصول على الوظيفة ومعرفة المرتب والمميزات الأخرى تنسيك أنك يجب أن تقنع الشركة أولا بأنك الشخص المناسب لهذه الوظيفة، حينما تفهم متطلبات واحتياجات صاحب العمل ستكون فرصتك أحسن في إقناع رئيسك الجديد بإعطائك ما تريد. اهتم بحل مشاكل الشركة أولاً وستهتم الشركة بحل مشاكلك وتعيينك.
إن العوامل التي تؤدي إلى قرار الاختيار كثيرا ما تكون مبنية على صفات لا يمكن قياسها مثــل: الأمانة ، قوة التركيز، الشجاعة وعدم الخوف ، الاستعداد للتفكير بجرأة أو ملكة،.. يجب أن تمتلك صفات تجعلك مميزاً عن غيرك ، وعليك إيجاد نوع من التواؤم بين هذه الصفات وبين الجو العام للعمل ..أظهر ذلك وناقشه مع المسئول لتلفت النظر إلى هذه الصفات.
تفادي الأخطاء الشائعة بالمقابلة الشخصية :
ما هي الأشياء التي تؤدي إلى نسف المقابلة الشخصية ؟
أن هذه الأخطاء الثلاثة الشائعة هي : قضم الأظافر – الرد على الجوال – والكذب.
إن المسئولين عن إجراء المقابلات لشغل الوظائف، يرون أن أسوأ الصفات والأخطاء الشائعة هي:
- سوء مهارات التعبير كالأخطاء اللغوية، وكثرة الثرثرة أو عدم الانتباه لسماع المتحدث، أو التهتهة والتردد الذي يفصح عن عدم الثقة بالنفس
- لا تكن ساذج فتتحدث في أدق التفاصيل عنك وعن مشاكلك الشخصية. كن صريحا وصادقا وتكلم بهدوء ووضوح ولكن فكر قبل أن تتحدث ولا تذكر كل شيء يتطرق إلى ذهنك فتعطي انطباع قد يسيء إليك.
- عدم التحضير للمقابلة والتأخر عن الموعد.
- عدم معرفة الوظيفة التي تقدمت لها وتجري لها المقابلة الشخصية، كذلك عدم معرفتك لأي شئ عن نوع أو متطلبات الوظيفة.
- أيضا لا تأكل أثناء المقابلة أو تمضغ العلكة.
- احذر في أثناء المقابلة الشخصية من الأسئلة التي قد تظهر عارضة وغير مقصودة فقد تكون فيها كل الخطورة، وتكون النقطة الفاصلة! أحيانا وفى نهاية المقابلة قد يسألك المسئول فيما يبدو انه سؤال عابر وبدون قصد أن كنت قد "رأيت مباراة الكرة بالتليفزيون بالأمس" أو " هل تحب السفر" أو "هل لديك حيوان أليف بالمنزل"؟ وقد تظن أن هذه العبارة تبدو بسيطة وسهلة وغير ضارة بل وربما تعطيك شعور زائف بالتصادق والود وأن من يختبرونك يميلون إليك. ولكن الغرض من هذه الأسئلة أن تشعرك بالرضا عن نفسك وبأنك مصدر اهتمام خاص، وهنا اكبر خطأ لأنك لم تعد تفكر بروية وموضوعية في إجاباتك ..وهنا تقع في المحظور ! فتنسى أنك تخضع لمقابلة شخصية وتبدأ تفضى إلى المقابل كأنه صديق وتسر له ما قد يسئ إلى مظهرك.