العلاج الأسري
FAMILY THERAPY
ورشة عمل العلاج الأسري (رؤية للتعامل مع مشكلات الطفولة)
مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض
5-8/ربيع الآخر/1428هـ
المدرب
عبدالمجـيد طـاش نيـازي
متخصص في مجال العلاج الاجتماعي
محاضر بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
محتوى الدورة
الموضوع الصفحة
1-أهداف الدورة.
2-مقومات نجاح ممارسة العلاج الأسري:
-القاعدة المعرفية.
-المهارات المهنية.
-القيم الأخلاقية.
-السمات الشخصية.
-التدريب.
-الموارد المجتمعية.
-الأجهزة والأدوات.
3-الأسرة الصحية والأسرة غير الصحية.
4-مفهوم العلاج الأسري.
5-أهداف العلاج الأسري.
6-القيم الأخلاقية في مجال العلاج الأسري.
7-مبادئ أساسية في العلاج الأسري.
8-مساهمات رئيسة في مجال العلاج الأسري.
9-التشخيص في العلاج الأسري.
10-تقنيات علاجية في مجال العلاج الأسري. 2
أهداف الدورة
تستهدف هذه الدورة تتلخص في الجوانب التالية:
1-تزويد المتدربين والمتدربات ببعض الأسس النظرية لمنهج العلاج الأسري.
2-تنمية مهارات المتدربين والمتدربات في مجال استخدام التقنيات العلاجية لمنهج العلاج الأسري.
3-مناقشة بعض القضايا والموضوعات والاتجاهات الحديثة في مجال العلاج الأسري.
مقومات نجاح ممارسة العلاج الأسري
من منظور الخدمة الاجتماعية
تمهيد
تعد مهنة الخدمة الاجتماعية من المهن الحديثة نسبيا في المملكة العربية السعودية، إلا أنه يلاحظ ذلك الاهتمام الكبير بهذه المهنة الإنسانية نظرا لإحساس المجتمع بما تقدمه هذه المهنة من خدمات جليلة لشرائح عريضة من أفراد المجتمع، فالخدمة الاجتماعية تعمل في مجالات عديدة وتخدم المرضى والأحداث والمعوقين والمسنين والمدمنين والمرضى النفسيين، كما تخدم الأطفال والشباب وكبار السن وأسرهم وغيرهم من الفئات التي تواجه أوضاعا اجتماعية تتطلب مساعدة متخصصة من جانب أناس مؤهلين قادرين على تقديم يد العون والمساعدة بشكل علمي منظم.
ويظهر اهتمام المجتمع السعودي بمهنة الخدمة الاجتماعية من خلال:
-التوسع الواضح في تعليم هذه المهنة (سواء على مستوى شهادة البكالوريوس أو الشهادات العليا) وإنشاء العديد من الأقسام العلمية والكليات المتخصصة.
-الزيادة المطردة في حاجة المؤسسات إلى خريجي الخدمة الاجتماعية.
-الاتجاه نحو إنشاء الجمعيات المهنية التي تهتم بشؤون الممارسين وتوحيد جهودهم والرقي بها في سبيل النهوض بالمهنة.
-تنامي دور المؤسسات الاجتماعية في خدمة المواطنين في مختلف مناطق المملكة.
-دخول القطاع الأهلي والخاص بشكل ملحوظ في تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين وذلك من خلال إنشاء العديد من المؤسسات والمراكز الخيرية.
ولعل الاهتمام بمهنة الخدمة الاجتماعية هو أمر طبيعي في المجتمعات الحديثة نظرا لتنوع وتعقد المشكلات التي تواجه الإنسان المعاصر، فالمشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه الإنسان المعاصر هي قدره المحتوم والثمن الذي يدفعه لقاء التقدم الحضاري والأخذ بزمام التكنولوجيا الصناعية بل والاجتماعية أيضا، ونحن إذ نسلم بأن عجلة التاريخ لا يمكن أن تعود إلى الوراء حيث الرعاية الاجتماعية التلقائية والدفء في العلاقات الاجتماعية بقيمها الفطرية، فإن البديل المنطقي هو أن ينبثق عن المجتمع الإنساني مهنة مستحدثة مؤهلة علميا ومهاريا لملء الفراغ الذي نجم عن انحسار دور الأسرة والثقافة والبناء الاجتماعي المحلي في تحقيق الاكتفاء الذاتي لمواجهة مشكلات الإنسان الاجتماعية.
ومن هنا نشأت الخدمة الاجتماعية كمهنة القرن العشرين التي حملت على عاتقها مسؤولية إنقاذ البناء الاجتماعي من التصدع في وقت تواجه فيه القيم الإنسانية تهديدا خطيرا، مهنة تواجه تحديات العصر لتحقق للإنسان كرامته وذاتيته، ومهنة تمنح المؤسسات الاجتماعية المصداقية والشرعية.
ومن هنا تحاول الخدمة الاجتماعية الإبقاء على ما بقي من قيم إنسانية تحفظ للإنسان كرامته وقيمته كأفضل مخلوقات الله وخليفته على أرضه، في وقت عصفت به المادية والأنانية وغلبت عليه المصالح الدنيوية.
ويحق للخدمة الاجتماعية أن تفخر بما وصلت إليه اليوم من تقدم وتطور في مجالاتها المختلفة، حيث يشار إليها بأنها المهنة التي تخدم الوعي المجتمعي، كما استطاعت أن تثبت نفسها كمهنة أساسية وضرورية في المجتمع المعاصر وذلك بسبب ما تقدمه من خدمات ومساعدات مختلفة ومتنوعة شملت فئات عريضة من المجتمع.
وأخيرا فإن هذا الاهتمام بمهنة الخدمة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية وتطورها ونموها وتحقيق آمال وطموحات وتطلعات المنتسبين لهذه المهنة تواجه كثيرا من التحديات والصعوبات، تحديات مرتبطة ببعض القضايا ذات الاتجاهات العالمية، وصعوبات مرتبطة بمشكلات المهنة نفسها والقائمين عليها.
فمن القضايا ذات الاتجاهات الحديثة ما طرحته مدرسة العلاج الاجتماعي Social Treatment حيث أكدت هذه المدرسة على أهمية إعداد الأخصائيين الاجتماعيين وفقا لمناهج التدخل العلاجية الثلاث (العلاج الفردي والجماعي والأسري) ثم تطبيقها على مجالات الممارسة الميدانية المختلفة، فالأخصائي الاجتماعي المعالج ينبغي أن يكون ملما وقادرا على استخدام جميع هذه الطرق وعدم الاقتصار على استخدام طريقة واحدة فقط في تدخلاته العلاجية.
وقد اعتمدت مدرسة العلاج الاجتماعي على هذا التوجه في إعداد الأخصائيين الاجتماعيين استنادا على نتائج الدراسات والممارسات والتقارير الإكلينيكية التي أكدت على صحته، فالأخصائي الاجتماعي الذي لا يعرف أو لا يستخدم إلا طريقة واحدة (دراسة الحالة مثلا) يفترض أن جميع عملائه يستفيدون من هذه الطريقة وهذا التوجه غير منطقي وغير علمي، فقد ثبت أن التدخل المهني مع مشكلات محددة باستخدام طريقة العلاج الجماعي Group Therapy يحقق نتائج أفضل من دراسة الحالة، وأن هناك مشكلات حقق معها العلاج الأسري Family therapy نتائج أفضل، هذا بالإضافة إلى أن تحديد طريقة التدخل من قبل المعالج تعتمد على مجموعة الخصائص النفسية والاجتماعية للعملاء، فقد ثبت من خلال الممارسات الإكلينيكية أن الأطفال يستفيدون أكثر من طريقة العلاج الأسري والعلاج الأسري بنسبة أعلى وصلت إلى (25%).
ومن الملاحظ أن كثير من مؤسسات الممارسة في الخدمة الاجتماعية بدأت تدرك أهمية هذا التوجه وقيمته في العمل –وقد تكون سبقت المؤسسات الأكاديمية- وعملت منذ فترة ليست بالقصيرة على إعادة تأهيل كوادرها بما يتلاءم مع هذا التوجه فكثفت البرامج والدورات التدريبية التي استهدفت تنمية مهارات الأخصائيين الاجتماعيين المهنية في جميع الطرق العلاجية، وهذه الدورة دليل وشاهد على ذلك.
وهذه المحاضرة تستهدف إعطاء فكرة موجزة عن أهم مقومات ممارسة العلاج الأسري –طريقة واحدة فقط من طرق العلاج الاجتماعي- والمتمثلة في القاعدة المعرفية والمهارات والأخلاقيات والتدريب والسمات الشخصية والتي تعد من أهم التحديات التي تواجه المهنة والمنتسبين لها والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير في كسب ثقة وقناعة المجتمع لهذه المهنة.
مقومات العلاج الأسري
يمكن تحديد مقومات ممارسة العلاج الأسري في الخدمة الاجتماعية من خلال تحديدنا للمهام والأدوار التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي، وبالتالي فإن أبرز هذه المهام –حسب الدراسات المتخصصة- هي:
أولا: المهام المباشرة مع المرضى:
1.مقابلة العملاء.
2.العلاج الفردي.
3.العلاج الجماعي.
4.تطبيق الاختبارات والمقاييس الاجتماعية.
5.متابعة العملاء.
6.وضع الخطط العلاجية.
7.ملاحظه العملاء.
8.تفسير نتائج الاختبارات والمقاييس.
9.تنفيذ الخطط بالاشتراك مع فريق العمل.
0.تحديد حاجات العملاء.
ثانيا: المهام غير المباشرة:
1.التنسيق والتعاون مع الزملاء في التخصصات الأخرى.
2.المشاركة في مؤتمر الحالة.
3.تقويم العملية العلاجية.
4.توثيق العملية العلاجية.
5.مقابلة العملاء وأسرهم.
6.توعية المجتمع وتثقيفهم.
7.العلاج الأسرى.
ثالثا: المهام التدعيمية:
1.حضور اجتماعات العمل.
2.التطوير الذاتي والمهني.
3.حضور الندوات والمؤتمرات.
4.تقديم الاستشارات.
5.كتابة التقارير المهنية.
6.تدريب وتدريس المتدربين.
7.القيام ببعض المهام الإدارية.
8.أجراء الدراسات والبحوث.
ومن خلال استعراضنا لهذه المهام نستطيع القول أن مقومات ممارسة العلاج الأسري، وكما حددتها أيضا كثير من الجمعيات والمنظمات المهنية في مجال العلاج الأسري والخدمة الاجتماعية –الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين (NASW) والجمعية البريطانية للأخصائيين الاجتماعيين (BASW) والجمعية الاسترالية للأخصائيين الاجتماعيين (AASW) والجمعية الكندية للأخصائيين الاجتماعيين (CASW) والجمعية النيوزلندية للأخصائيين الاجتماعيين (ANZASW) والجمعية الكورية للأخصائيين الاجتماعيين (KASW)- تتلخص في الجوانب التالية:
•القاعدة المعرفية.
•المهارات المهنية.
•القيم الأخلاقية.
•السمات الشخصية.
•التدريب.
•الموارد البيئية.
•الأجهزة والأدوات.
أولا: القاعدة المعرفية:
إن تنوع المشكلات الاجتماعية والنفسية التي يتعامل معها (المعالج الأسري) الأخصائي الاجتماعي، واختلاف الشرائح العمرية التي يخدمها تفرض عليه امتلاك قاعدة معرفية واسعة في مجالات السلوك الإنساني والمشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأفراد والجماعات والأسر في المجتمع، وقد أشارت كثير من الجمعيات والمنظمات المهنية إلى مجموعة متنوعة من المعارف التي ينبغي على الأخصائي الاجتماعي امتلاكها من أهمها:
•معرفة متخصصة في مجال مساعدة الناس الذين يواجهون مشكلات نفسية واجتماعية (كالطلاق، والإدمان، وتربية الأطفال، والانحراف، والمشكلات التعليمية، والعنف الأسري، والانتحار، وضغوط الحياة وغيرها من المشكلات التي تقع ضمن حدود اختصاصه).
•معرفة متخصصة في مجال خدمات الصحة النفسية.
•معرفة عامة بنظريات الشخصية والنمو الإنساني.
•معرفة عامة بخصائص العملاء النفسية والاجتماعية.
•معرفة عامة بتأثير عوامل كالثقافة والعرق والجنس والهوية الجنسية والمستوى الاقتصادي في الإنسان.
•النمو الإنساني.
•أسس العلاج الزواجي والأسري.
•نظريات ونماذج العلاج النفسي والاجتماعي.
•القيم الأخلاقية والقانونية لممارسة العلاج الاجتماعي.
•الأمراض النفسية.
•المشكلات الفردية والأسرية.
•طرائق وأساليب التشخيص.
•العلاج الفردي.
•العلاج الجماعي.
•الاختبارات والمقاييس النفسية والاجتماعية.
•مهارات العلاج النفسي والاجتماعي.
•الخدمات والبرامج المجتمعية.
ثانيا: المهارات:
كما حددت هذه الجمعيات والمنظمات أهم وأبرز مهارات الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية، فعلى سبيل المثال اعتبرت الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين القائمة التالية من المهارات أساسية لممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية:
•مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي (مهارات الحضور).
•مهارات ملاحظة السلوك اللفظي وغير اللفظي.
•مهارات الاستماع والإنصات.
•مهارات تكوين العلاقة العلاجية والمحافظة عليها.
•مهارات استخدام الوقت.
•مهارات إعادة الصياغة والتلخيص.
•مهارات التعاطف وتوفير المعونة النفسية.
•مهارات توجيه الأسئلة وطلب المعلومات.
•مهارات بناء الجلسة العلاجية.
•مهارات إجراء عملية التشخيص.
•مهارات استخدام التقنيات العلاجية.
•مهارات تقديم البدائل والاقتراحات.
•مهارات التشجيع.
•مهارات تقديم النصح.
•مهارات المواجهة.
•مهارات التمثيل ولعب الأدوار.
•مهارات الكشف عن الذات.
•مهارات التمرين والتدريب.
ثالثا: القيم الأخلاقية:
وباعتبار الخدمة الاجتماعية مهنة الإنسانية تتعامل مع الإنسان فقد أكدت جميع الدساتير الأخلاقية لهذه المهنة على مجموعة من أخلاقيات العمل التي يفترض على الممارس الالتزام والتقيد بها خلال الممارسة، وقائمة أخلاقية المهنة تضم عددا كبيرا من البنود إلا أنها تقع ضمن العناوين الرئيسة التالية:
•مسؤولية الأخصائي الاجتماعي تجاه عملائه.
•مسؤولية الأخصائي الاجتماعي تجاه مهنته.
•مسؤولية الأخصائي الاجتماعي تجاه مجتمعه.
•مسؤولية الأخصائي الاجتماعي تجاه زملائه.
•مسؤولية الأخصائي الاجتماعي تجاه طلابه.
•مسؤولية الأخصائي الاجتماعي تجاه المشاركات البحثية.
•مسؤولية الأخصائي الاجتماعي تجاه مصادر التمويل.
•مسؤولية الأخصائي الاجتماعي تجاه المشاركات في الإعلانات التجارية.
رابعا: السمات الشخصية:
وكبقية المهن الإنسانية فإن ممارسة الخدمة الاجتماعية تتطلب توفر مجموعة متنوعة من السمات الشخصية الضرورية للممارس نلخصها في التالي:
•اتزان الشخصية.
•الرغبة والاستعداد للعمل.
•تحمل المسؤولية.
•الرغبة والاستعداد للاستفادة من التعليم.
•الحكم السليم.
•الصدق والأمانة.
•سرعة الإدراك.
•التذكر السمعي.
•التذكر البصري.
•إدراك العلاقات المكانية.
•تذكر الأسماء والأشخاص.
•سرعة الاستجابة.
خامسا: التدريب:
أما التدريب فهو جزء مهم في إعداد الممارس لذلك نلاحظ ذلك الاهتمام الكبير بها في خطط أقسام الخدمة الاجتماعية حيث أن بعض المدارس تفرد لها جزءا كبيرا من الساعات في برامجها، وبرامج تدريب الأخصائيين الاجتماعيين ينبغي أن تركز على جوانب مختلفة ومتنوعة من أهمها:
•إجراء المقابلات المهنية.
•تطبيق المقاييس والاختبارات الاجتماعية والنفسية.
•تطبيق العلاج الفردي.
•تطبيق العلاج الجماعي.
•تطبيق العلاج الأسري.
•تطبيق أساليب العلاج النفسي والاجتماعي.
•تطبيق المعايير المهنية.
•تطبيق المعايير الأخلاقية.
•تنمية الاتجاهات السلوكية.
•تنمية العادات المهنية.
•استخدام أساليب التسجيل المهني.
سادسا: توفر الخدمات المجتمعية:
إن نجاح مهنة الخدمة الاجتماعية في تحقيق أهدافها الوقائية والعلاجية يعتمد بدرجة كبيرة على مدى توفر الدعم المجتمعي لها ولعملائها ولعل من أهم البرامج المجتمعية التي تحتاج إليها الخدمة الاجتماعية:
•مراكز الاستشارات الاجتماعية.
•العيادات النفسية والطبية المتخصصة.
•مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
•الأندية والمراكز الترويحية.
•الجمعيات الخيرية.
•المؤسسات التأهيلية والتدريبية.
•المؤسسات التشغيلية.
•مؤسسات رعاية الأسرة والطفولة.
•برامج الرعاية النهارية.
•المؤسسات الإيوائية.
سابعا: الأجهزة والأدوات:
ونقصد بالأجهزة والأدوات تلك العوامل المساندة التي يتطلبها عمل الأخصائي الاجتماعي والتي من أهمها:
•مكتب مناسب (السعة والإضاءة والتهوية والأثاث).
•الأجهزة (الهاتف والفيديو والكاميرا والكمبيوتر).
•أدوات لتنفيذ العمليات المهنية (الاستمارات والمقاييس والاختبارات).
•غرفة العلاج باللعب والعلاج الأسري والجماعي.
•أجهزة استرخاء.
الأسرة الصحية والأسرة غير الصحية
الأسرة الصحية:
من خصائص الأسرة الصحية ما يلي:
1-الاتصال الواضح والمفتوح clear & open communication.
2-يتحدث أفرادها مع –وليس إلى- بعضهم البعض بشكل مستمر.
3-تنخفض فيها معدل أسلوب الاتصال talking at one another الذي يعتمد على المحاضرات وتوجيه النصح.
4-أفرادها يستمعون listen لبعضهم البعض ويحاولون الوصول إلى تفاهم واتفاق compromise مرضي.
5-القيادة leadership فيها مشتركة واضحة ومباشرة.
6-مصدر للدعم support والتشجيع encouragement وبناء الثقة trust وتعزيز أو تقدير الذات self-worth والاستقلالية autonomy لأفرادها.
الأسرة غير الصحية:
1-أسلوب التواصل أو الاتصال غير واضح وغير مستمر.
2-لكل فرد في الأسرة أجندة (مخفية) خاصة به تستهدف الحصول على القوة والسلطة وإشباع الحاجات.
3-استقلالية أفراد الأسرة غير متوازنة بعض الأفراد يعتمدون بشكل مفرط على الآخرين.
4-يشعر أفرادها بالغربة عن بعضهم البعض.
5-يظهر أفراد الأسرة درجة منخفضة من التعاطف والثقة في بعضهم البعض.
مفهوم العلاج الأسري
طريقة أو منهج للتدخل مع الأسر أو مجموعة من أفرادها، ترتكز هذه الطريقة على التعامل مع الأفراد داخل الأسرة، ونوعية العلاقات الشخصية، وطرق وأساليب الاتصال فيما بين أفراد الأسرة وذلك بهدف توضيح الأدوار والواجبات وتشجيع السلوكيات الحسنة بين أفراد الأسرة، حيث يقوم المعالج الأسري بملاحظة الأفعال والسلوكيات اللفظية وغير اللفظية أو السلوكيات الصادرة عن أفراد الأسرة محاولا تشخيصها والتعامل معها.
مجموعة من التقنيات والاستراتيجيات العلاجية التي يستخدمها المعالج الأسري لمساعدة الأسر في حل مشكلاتها خاصة تلك المشكلات المرتبطة بالعلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة وذلك بهدف الوصول إلى درجة من الاتزان أو التوازن والتماسك والتوافق.
الخلاصة:
تقوم فكرة العلاج الأسري –استنادا لنظرية النسق- على أن مشكلات الأسرة هي نتاج لعلاقات غير سوية انتجتها سلوكيات وتصرفات تشكلت بشكل يشبه الحلقة:
"بمعنى أن سلوك وتصرف كل فرد في الأسرة يؤثر على سلوك وتصرف بقية الأفراد"
مثال: عندما تكون معاملة الأب لابنه المراهق تعتمد على الانتقاد المستمر فإن هذا السلوك يؤدي بالمراهق إلى الانسحاب من حياة الأسرة، هذا الانسحاب يؤدي إلى مزيد من الانتقاد والذي يؤدي بدوره إلى مزيد من الانسحاب.
أهداف العلاج الأسري
تختلف أهداف العلاج الأسري باختلاف المدارس والنظريات المستخدمة له، إلا أنه يمكن تلخيص أهم هذه الأهداف في الجوانب التالية:
1-مساعدة أفراد الأسرة للوقوف مرة أخرى والنظر إلى خبراتهم وتجاربهم من منظور مختلف عن المنظور الذي كانوا يعتمدون عليه.
2-تعزيز قدرات أفراد الأسرة واهتماماتهم لفهم ماذا يحدث داخل الأسرة.
3-حث أفراد الأسرة لسؤال أنفسهم عن تصرفاتهم وسلوكياتهم وردود أفعالهم ومحاولة إقناعهم بأنهم جزء من المشكلة كما هم جزء من حلها.
4-حث أفراد الأسرة على إحداث التغييرات التي تتطلبها عملية العلاج والذي يمكن أن يساهم في حل المشكلة وذلك من خلال التعليم والمساندة والتمرين والتدريب وغيرها من أساليب وتقنيات التدخل.
القيم الأخلاقية لممارسة العلاج الأسري
مسؤوليات المعالج الأسري:
1-احترام هوية الأسرة، وشخصيات أفرادها، وفردية كل منهم وحقوقهم واستقلاليتهم.
2-توفير معلومات للأسرة عن طبيعة العمل (العلاج الأسري) وتوضيح مخاطره وحقوقهم ومسؤولياتهم وواجباتهم المترتبة على مشاركتهم في العمل.
3-تشجيع أفراد الأسرة على المشاركة وأخذ دور فاعل في العملية العلاجية.
4-معاملة جميع أفراد الأسرة بالتساوي وعدم تفضيل أحد منهم على الآخرين لأي سبب.
5-الالتزام بمبدأ السرية في العمل وحماية الهوية الشخصية للأسرة.
6-الدفاع عن حقوق الأسرة وأفرادها وحمايتهم من الممارسات الخاطئة وغير الأخلاقية وغير القانونية من جانب زملاء المهنة.
7-احترام المعالج لقدراته وإمكانياته العلمية والمهنية والعمل في حدودها.
8-عدم استخدام سلطته لتحقيق أغراض شخصية ومكاسب مادية.
9-عدم نقل معلومات خاطئة عن طبيعة عمله وقدراته ومهاراته إلى الأسرة أو أحد أفرادها.
مبادئ أساسية في العلاج الأسري
توجيهات للمعالج الأسري:
1-تذكر أن لكل أسرة روابط وقواعد وقوانين وشبكة اتصال وعلاقات وعادات وأساطير فريدة خاصة بها.
2-تذكر أن أفراد الأسرة يتصرفون داخل الأسرة بطرق وأساليب تختلف عن تصرفاتهم خارجها.
3-تذكر أن البيئة الأسرية هي بيئة فريدة خاصة مقارنة بأي بيئة تجمع عدد من الأشخاص.
4-تذكر أن الأسر تبحث عن التوازن أو الاتزان فعندما تتشكل العلاقات والأدوار والمسؤوليات وتستمر لفترة زمنية معينة فإن الأسرة ترفض أي محاولة للتغيير، كما أن التغيير يتطلب من المعالج كسر هذا التوازن.
5-تذكر أن أفراد الأسرة يمكن أن يدفعوا بعضهم إلى الجنون، فبعض الأفراد (العميل صاحب المشكلة على وجه الخصوص) تظهر لديه بعض الأعراض التي يستهدف من خلالها خفض درجة التوتر في الأسرة.
6-تذكر أن الأعراض الأسرية (الأنماط) يمكن نقلها من جيل إلى آخر، وأن الأسر تتمسك غالبا وبدرجات متفاوتة بهذه الأعراض وترفض تغييرها بدرجات متفاوتة أيضا.
7-تذكر وأنت تعالج مشكلة أحد أفراد الأسرة أن المشكلة يمكن أن تظهر لدى فرد آخر في الأسرة.
8-تذكر أن العلاج الناجح يتطلب منك العمل على إعادة الأسرة إلى المسار السليم في طريقة اتصال أفراد الأسرة بعضهم ببعض.
9-تذكر أن المعالج الناجح هو من يستخدم تقنيات علاجية مختلفة بناء على حاجة الأسرة وكل فرد فيها.
10-تذكر أن تحقيق أفضل نتائج من العلاج الأسري يعتمد بدرجة كبيرة على مدى إدراك وفهم أفراد الأسرة لديناميات الجماعة وتواصلهم بشكل مستمر وبحرية، ودرجة تحملهم لمسؤولية تغيير السلوك.
11-تذكر أن العلاج الأسري يمكن أن يوجه نحو الأسرة ككل أو نحو فرد من أفرادها أو نحو أفراد معينين.
12-تذكر أن بإمكانك أن تستخدم جميع الطرق العلاجية للتعامل مع جوانب مختلفة في المشكلة الأسرية.
13-تذكر أن العلاج يمكن أن يشمل تعديل أو تغيير طريقة الاتصال والتفاعل بين أفراد الأسرة، كما يمكن أن يوجه نحو تغيير الأدوار والمسؤوليات، وتعديل السلوكيات، هذا بالإضافة إلى تعديل أو تغيير طبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة.
مساهمات رئيسة في العلاج الأسري
(البناء الأسري-الأدوار-العلاقات-التفاعلات)
(1)
غريغوري باتسون
Gregory Bateson
أشار إلى قضية "الأم الفصامية schizophrenogenic mother" وهي الأم التي يمكن أن تسبب الفصام لأطفالها وذلك نتيجة لرسائلها اللفظية الغامضة، فتخلق رابطة مزدوجة مع أطفالها، ردود فعل سلبية من الأم مع اختلاف السلوك، وغياب المكافأة.
(2)
دان جاكسون
Don Jackson
تغيير النظام الأسري عملية معقدة تستلزم تكييف جميع أفراد الأسرة مع توازن جديد.
(3)
جيمس بل
James Bell
استخدم الإرشاد الجماعي مركزا على أسلوب تشجيع الاتصال المفتوح بين جميع أفراد الأسرة.
(4)
روبرت ماك غروغر
Robert MacGregor
استخدم مجموعة من الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين والمحللين النفسيين لتقديم علاج أسري مركز لمدة يومان وذلك للأسر التي تواجه بعض الصعوبات، وأوصى بأسلوب الفريق العلاجي الذي يمكن أن يعمل مع الأسرة ككل أو مع جزء منها، أو مع جماعات من الأسر حسب الحاجة، وأشار إلى أن هذا الأسلوب يمكن أن يحقق نتائج إيجابية وسمى أسلوبه:
"التدخل بطريقة المستويات المتعددة"
Multi-level approach to intervention
العلاج ذو الآثار المتعددة
Multi impact therapy
(5)
ريتشرد سبك
Richard Speck
من أوائل الذين نادوا بضرورة حضور جميع الأشخاص الذين يعيشون مع الطفل الجلسات العلاجية والمشاركة فيها.
(6)
جي هالي
Jay Haley
أرجع الصراع في الأسرة إلى الأدوار ومن يضعها، وأكد على أهمية استخدام نموذج التواصل اللفظي وغير اللفظي المباشر بين أفراد الأسرة في التعامل مع مشكلاتهم.
(7)
فرجينيا ساتر
Virginia Satir
تعتقد أن الصعوبات التي تواجهها الأسر تعود إلى عوامل مشتركة فردية وجماعية تشمل انخفاض في تقدير الذات لدى فرد أو أكثر في الأسرة، وأسلوب اتصال ضعيف وغير صحي، وأدوار صارمة.
التشخيص في العلاج الأسري
يعتمد التشخيص في العلاج الأسري على النظرة المنظمة والمنهجية للسلوك والتحليل الشمولي لثلاث مستويات مختلفة:
المستوى الأول
(الواسع)
حيث ينظر المعالج إلى الأسرة ضمن أو كجزء من الثقافة الفرعية والمجتمعية التي ينتمي إليها، فالقيم والتوقعات والعادات والمبادئ المجتمعية هي التي تشكل نمط الأسرة ويمكن أن تسبب مشكلات وخلل للأسرة.
المستوى الثاني
(الخاص)
ينظر المعالج إلى الأسرة كمنظمة داخلية (خاصة) لها قوانينها وقواعدها ونظمها التي تحدد سلوك أفرادها.
المستوى الثالث
(الفردي)
ينظر المعالج لكل فرد داخل الأسرة على أنه فريد في خصائصه وطباعه وفكره وتوجهاته وله حياته الخاصة.
وبالتالي فإن مهمة المعالج تتلخص في تحليل هذه المستويات والخروج بصورة تشخيصية للأسرة ككل دور إغفال أفراده كأشخاص.
نموذج للتشخيص الفردي
Virginia Satir
توصلت فرجينيا ساتر إلى تحديد أربعة أدوار غير صحية في الأسرة
"***** الأسرة الأليف"
"family pet"
يمكن تلخيص أبرز الجوانب التشخيصية ل***** الأسرة الأليف في:
1-يغتسل بالاهتمام والحب والعطف والرعاية.
2-عدم قدرة على التكيف مع المواقف المشكلة خارج نطاق الأسرة، فكلما زاد هذا الاهتمام والحب والرعاية كلما ضعفت القدرات التكيفية لدى الطفل.
3-أفراد الأسرة الآخرين يشعرون بالتهديد والحاجة إلى الاهتمام والحب والعطف والرعاية أسوة به (نقص الاهتمام والحب)، ويمكن أن يدفع بعضهم إلى التصرف والسلوك بطريقة غير لائقة.
"طفل الأسرة المدلل"
"family baby"
يمكن تلخيص أبرز الجوانب التشخيصية لطفل الأسرة المدلل في:
1-يمكن أن يستمر هذا الدور مع الشخص حتى في مراحل متقدمة كالمراهقة والنضج.
2-ينظر إلى الطفل على أنه طفل الأسرة وذلك من جميع أفراد الأسرة الآخرين.
3-بالطبع طفل الأسرة يحصل على الحماية والرعاية والاهتمام أكثر من بقية الأفراد.
4-سلوكياته السلبية يمكن تحملها والتغاظي عنها.
5-يتوقع طفل الأسرة أن يحصل على الحماية والاهتمام طوال حياته وتصبح شخصيته اعتمادية أكثر.
6-يمكن أن تؤثر هذه المعاملة على حجم الرعاية والحماية التي يحصل عليها الأطراف الأخرى في الأسرة.
7-يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة لدى الأفراد الذين يتمتعون بنفس المواصفات ولا يحصلون على نفس الاهتمام والرعاية.
"صانع السلام"
"peacemaker"
يمكن تلخيص أبرز الجوانب التشخيصية لصانع السلام في:
1-يستخدم صانع السلام أساليب مختلفة لصنع هذا السلام داخل الأسرة في المواقف الضاغطة (النكته-تحمل اللوم).
2-يمكن أن يؤدي الدور إلى الشعور بالذنب والفشل.
3-متى ما وصل إلى هذه المرحلة من الشعور بالذنب والفشل يبدأ بالتصرف كفاشل، ويمكن أن ينتج عن ذلك آثار سلبية أخرى.
"الضحية"
"scapegoat"
يمكن تلخيص أبرز الجوانب التشخيصية للضحية في:
1-الضحية هي الشماعة التي تعلق عليها كل الأخطاء.
2-هي المنفّس لمشاعر القلق والتوتر لأفراد الأسرة الآخرين.
3-هي المخلص من المسؤوليات.
تقنيات علاجية في مجال العلاج الأسري
بداية لابد من الإشارة إلى أن جميع طرق العلاج الاجتماعي (العلاج الفردي والعلاج الجماعي والعلاج الأسري) تشترك في كثير من أسسها وقواعدها ومعاييرها المهنية سواء كان ذلك في أهدافها أو مبادئها أو مهاراتها أو قيمها الأخلاقية والقانونية أو تقنياتها العلاجية، وبالتالي فإن المعالج الاجتماعي يستفيد من الأسس النظرية والتطبيقية لجميع هذه الطرق في تدخلاته المهنية.
تختلف الأهداف العلاجية للعلاج الأسري بناء على تنوع المدارس والنظريات والنماذج التي يعتمد عليها المعالج إلا أنه يمكن تلخيص أهم هذه الأهداف في الجوانب التالية:
1-إعادة بناء وتنظيم العلاقات بين أفراد الأسرة من خلال تغيير الحدود والسلطات والأدوار داخل الأسرة.
2-تزويد أفراد الأسرة بالتعليمات والتوجيهات التي تساعدهم على فهم التفاعلات التي تحدث فيما بينهم وتأثيرها عليهم وعلى تماسك الأسرة.
3-مساعدة أفراد الأسرة على خفض استجاباتهم العاطفية وزيادة استجاباتهم الموضوعية في علاقته بعضهم ببعض.
4-تنمية المهارات النفسية والاجتماعية لأفراد الأسرة كل حسب حاجته وبما يساهم في الحفاظ على توازن الأسرة أو إعادة توازنها.
5-تنمية مهارات الاتصال الفعال بين أفراد الأسرة.
الجلسة العلاجية الأولى:
لعل من المفيد الإشارة إلى سير العملية العلاجية في الجلسة الأولى حيث يقوم المعالج بالتركيز على التالي:
1-توضيح طبيعة المشكلة بما فيها أعراض العميل.
2-البدء بتشكيل أسلوب أو طريقة عن كيفية تنظيم أفراد الأسرة حول المشكلة.
3-مساعدة أفراد الأسرة على النظر إلى أنفسهم كجزء من المشكلة والعلاج.
4-التعرف على وجهة نظر الأسرة عن المشكلة.
5-رسم صورة للعلاقات الأسرية باستخدام خارطة الجينوجرام.
6-رسم شجرة العائلة على مدى ثلاثة أجيال وتحديد المعلومات ذات الصلة أو الأهمية والتي تعكس الضغوط في التاريخ الأسري.
الأساليب اللفظية المناقضة
Paradoxical
أسلوب التدرج
Go slow approach
يقول المعالج للأسرة بأنهم يحاولون أو يعملون بشكل سريع لإحداث التغيير، والهدف من ذلك الحصول على نتيجة عكسية فهذه الرسالة تجعل الأسرة تسرع أكثر في إحداث التغيير المنشود.
أسلوب المقاومة
Using resistance
يطلب المعالج من أفراد الأسرة زيادة (الإكثار) معدلات أداء السلوكيات (الأعراض) المشكلة، وهذا الأسلوب يجعل الأسرة أكثر وعيا بأعراض المشكلة.
أسلوب تصنع عدم الفهم
Pleading ignorance
يتصرف المعالج وكأنه لم يفهم ما يحدث داخل الأسرة وهذا الأسلوب يدفع أفراد الأسرة إلى تحمل مسؤولية أكبر في الجلسات العلاجية لتوضيح ما يحدث بكل حرية وصدق.
أسلوب التحليل المناقض
Paradoxical decompensation
يطلب المعالج من صاحب المشكلة في الأسرة (العميل) عرض أو تمثيل السلوكيات (الأعراض) خلال الجلسات العلاجية لكن بطريقة مبالغ فيها، وهذا الأسلوب يساعده في إدارك هذه السلوكيات ثم إيقافها.
أسلوب التطوع التخريبي
A benevolent sabotage
يتعاون المعالج مع أحد أفراد الأسرة ويطلب منه أن يمثل ردة فعل لموقف معين (بطريقة مختلفة عما تعود عليه أفراد الأسرة سلبية غالبا) مع فرد آخر من أفراد الأسرة ويهدف هذا الأسلوب إلى كسر نمط العلاقة القائمة بينهما.