علت أصوات محكمةٍ
شخوص القهر فيها حكام
وقفت وكل من حولي مذنبون
والآخرون..
جاءوا لكي يسمعوا قصصنا
ويضحكون..
كلنا صامتون .. كلنا ميتون .. جئنا من الموت ،
لنصرخ خارج الموت ..
كنت أقف وراء السلك اللعين .. وأحمل
على كفي رأسي !
أطالب حقي من موتي
ولكن ليس لدي ... لا شاهد ولا دليل
ليس إلا ......
رأسي وعنقي
دافعتهم ...
وركضت إلى سترةٍ كنت خبأتها
وجئت كالطير أحمل نشوة موتي القديم
دافعتهم
:
أنا عندي بطاقة موت
أنا عندي سيفٌ في خاصرتي
لا أملك مقبضه
لكني أملك خاصرة .. أملك جرحاً
وحد النصل موجود
زهواً في خاصرتي أحملكم
وأحضنكم حد تمزق أحشائي
ولا أأبه
ويقتلني زهوي
لكن ... يا سيدي :
إنّ عندي بطاقة موتي القديمة
يا من جعلتم من الموت مشفى
ومنعطفاً
أرى جسدي موشحاً بين أروقة أعينكم
وتقولون :
شُيّعتِ
ليكنْ
سلموني جنازتي المحاصرة
كل المرافئ كانت مضاءة
كنت أرقبها .. حتى بعد الموت
لمَ أطفئتْ ؟؟
فيقولون : دُفنتِ
كُسر النابض فيكِ إذن
فتأرجحي في الماء كما تهوي
لا تخضعي إلا لشروط اللعبةِ تلعبينها
أما الموت ،،
فمسألة أخرى ..
ومضيتْ ..
صرخوا فيّ رفقائيِ الموتى
:
لا تعودي قبل أن تتبيني
سليهم ،
متى يطلقون سراح جنائزنا؟؟
ها أنا الآن أسألكم
ها أنا الآن أسألكم
ينكسر الغيظ في راحتي غصناً
كنت أشهره لأذود بنفسي
إذا مسّكم ..
أورقت كل شوكة
وإذا أخطأتْ
وخزتني..
يا من تبحثين عن ذاكرتك المستباحة !!
مازالوا ينظرون إلي بعضهم
وَي ..
أصروا على تهمة أتلبّسها
وما تهمتي ؟؟
أما أنت قاتلة؟؟
قاطعته : بل مقتولة
يا أولاد الأفاعي ألفيّ عامٍ أبحث عن رأسي بين الأرؤسْ
كم جسداً مثلي يسعى ؟؟
ورجعت أكرر ..
بل مقت ...
أيها الصوت
يا أيها ال...
هكذا ؟؟
فأنا لست أملك حتى بأن أدعي حق موتي؟؟
كانت نبضاتي شهود .. ولكنْ ،،
ما أثبتوا أنني كنت حية !!
أي الدروب سلكتُ ولم أعطِ موتي
فرصة أن يتخير يا سيدي
أيها الميتون !
تُرفض كل موتتكم
فاحملوا فضل أكفانكم
واتبعوني لمنتصف هذا الليل
ثم موتوا شهوداً على بعضكم
أتهادى برأسي على رمحٍ
قالوا : انتصفي ..
أترى ؟؟
إنني لم أُخيّر ..
ما كنت أملك نفسي في حالتيّ
لهذا أموت
وتملكونها ..
ولهذا أموت
وشتان شتان ما بيننا !
أن تطارد موتك كي تموت
أو يطاردك الموت كي تموت
حين قدمتُ رأسي لهم
رفضوا
قلت : لا أدعي رأساً لست بصاحبتها
فامنحوني بطولة رأسي
ضحكوا
إنني لست أحمل ذاكرتي
وأنا مصرّة أن أقاضى !!
جئت من حيث جئتم جميعاً
ربما كنت منهزمة
لست أدري ..
فعند الهزيمةِ
لا تسأل الخيل فرسانها
ركضوا
وركضنا
طريقٌ قطعناه ..
كل الاتجاهات علّمتها الحوافر
من يدعي أن حافره ملك الاتجاه الصحيح
إلى الموت؟؟
أقف بين أجساد قتلاكم
صرختُ خوفاً
بكيت جزعاً
تأوهت ألماً
سيفاً ودم ينزُّ من خاصرتي
لكن ،،
من يسمع الصوت في زحمة الموتى ؟؟
الكل يركض
خيلٌ تركض
أرضٌ تركض
جثث تركض
أشلاء تتقاذفها أرجل الخيل
كنت بينهم تتقاذفني الخيول !
أيهما أصدق الآن ؟؟
هذي العيون الغريقة في دمها ؟؟
حملقي فيّ أيتها الأعين المستباحة ..
أيكما أصدق الآن ؟؟
أنتِ وصمتك ؟؟
أم كل هذه الحوافر تضرب أركاني ؟؟
أيكما أجرأ الآن ؟؟
من قال أنكِ لم ترتعد جميع خلاياكِ من خوفها ؟؟
تملكين لساناً؟؟
إذن فاسكتي ..
إنهم يملكون
لكنّ موتكِ أنبل ..
وأنا ؟؟
إنّ لي شطر وجهي الذي ظل عند الحدود
ربما غيرتْ جثث الميتين معالمه
ربما شاه
لكنه الآن وجهي ..
حينما عدتْ .... مثل الأساطير
أصغيتُ ..
ألفيتُ نفسي وحيدةً ... غريبة
أضعتُ ..
بين أمواتكم
جلًّ ذاكرتي ...