بينما يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي، تعيش المرأة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، ظروفًا صعبةً، تتمثل في الاعتقال، والقتل، وحرمانها من أبسط الحقوق المشروعة للإنسان.
المرأة الفلسطينية كانت ولا زالت عمودَ الصمود الفلسطيني في الدفاع عن أرضه والبقاء، فهي مَنْ تلقت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وصمدت في وجه الاحتلال بالقدس وقاومت الاحتلال في جنين.
ولعل العالم أجمع يحتفل بهذا اليوم بتكريم المرأة ولكن الفلسطينية تتساءل عن هذا اليوم المهم بالنسبة للمرأة في العالم ومدى جدوى الاحتفال به والتنادي بحقوق المرأة في ظل انتهاك الفلسطينية جسدياً ونفسياً دون أن يحرك العالم ساكناً لأنقاضها.
الأسيرات
لم تقتصر معاناة المرأة الفلسطينية على ما سبق، فقد عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى اعتقال النساء، وذلك منذ عام 1967؛ حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 10.000 فلسطينية، منذ بداية الاحتلال، منهم 800 أسيرة خلال انتفاضة الأقصى، بينما ما يزال حتى اليوم ما يقارب من 60 امرأة في الاعتقال.
ومن بين المعتقلات 7 زهرات، أي صغيرات السن دون العشرين من العمر، كما يوجد 3 أسيرات يَقْبَعْنَ في الاعتقال، إضافةً إلى أزواجهن الذين حُوكِمُوا أيضا.
ويعامل الاحتلال الإسرائيلي الأسيرات الفلسطينيات بشتى أنواع العقوبات، ومن أبرزها العزل لفترات طويلة، أو فصل بعضهن عن أبنائهن الصغار، ومنهن من أنجبن بالاعتقال، مما يسبب لهن حالة نفسية صعبة.
النساء الشهيدات
استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية النساء بشكل مباشر مما أدى لاستشهاد ما يزيد عن 300 شهيدة منذ بداية أنتفاضة الأقصى الثانية الفلسطينية ’سقط 110 منهن في مشهد مؤثر خلال الحرب الأخيرة على غزة .
المرأة في القدس
لعل المرأة في القدس تشهد خلال هذا العام2010 تحديا من نوع خاص فلعل أم كمال الكرد في خيمتها رمزا للصمود، خصوصا بعد أن بعد جرف الاحتلال الإسرائيلي بيتها، بحجة البناء غير المرخص، إلا أن أم كمال الكرد تقول :أنها ستتحدى إجراءات الاحتلال القمعية وستحمي أرضها ، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم كافة الأساليب لقمع المقدسيين والفلسطينيين.
وقال ام كمال ان يوم المرأة لا يعني للشعب الفلسطيني شئ سوى انه يجدد المأساة بما يحدث لشعبنا من انتهاكات بينما دول العالم تحتفل بهذا اليوم.
المرأة في غزة
المرأة في غزة ليست كأي امرأة فبعد أن أصبحت المنازل لا تخلو من أم شهيد أو جريح , أسير أصبح الحصار يضفي عيها معاناة من نوع آخر فلعل انقطاع الكهرباء والغاز وفقدان المواد الضرورية دفعت بالعديد منهن إلي البحث عن سبل العيش في ظل الظروف الصعبة .
المرأة في قطاع غزة تعاني من عدة ظروف تحاك بها منها الاعتداءات الإسرائيلية,والحصار والانقسام مما يجعلها مرأة تستحق التقدير والامتنان من الجميع .
الانقسام الداخلي
الانقسام الداخلي ترك آثاره السلبية على المرأة الفلسطينية وعلى مستوى الأسرة والمجتمع . وجعل المرأة طرفاً ضعيفاً لا تستطيع تفادي النتائج الكارثية للانقسام والخسائر الناجمة عنه ,لأن الظلم عندما يقع من الخارج فإن المجتمع يستجمع قواه للمواجهة , ولكن حينما يكون من الداخل , تصبح المشكلة أصعب وأخطر وهو ما يتجلى في تأثير الانقسام على المرأة والأسرة والمجتمع .
وظهرت نتائج دراسة حديثة حول أثار الانقسام على المرأة الفلسطينية ان :
85% من أفراد العينة ذكرن أنهن يعانين من أمراض القلق والاكتئاب والغضب والعصبية الزائدة
75% قالت أنهن يشعرن بعدم الأمان الشخصي أو العائلي ،86% قالت أنهن يعانين من عدم القدرة على التركيز
71% من أفراد العينة أفدن أنه أصبح للانتماء السياسي لفتح أو حماس تأثير كبير في اختيار الزوجات والأزواج.
ولعل يوم الثامن من آذار يوم يحتفل به العالم اجمع بيوم المرأة العالمي ولكن المرأة الفلسطينية تعتبر هذا اليوم فرصة لفضح انتهاكات الاحتلال,وفضحه اما العالم الذي ينادي بحقوق المرأة المسلوبة من الاحتلال.