في حدث فلكي مميز ونادر سيختفي كوكب الزهرة خلف القمر نهار الأحد المقبل 16 آيار (مايو) 2010، ويتميز هذا الاحتجاب بعدة أمور، فالمنظر الجميل لكوكب الزهرة وهو تقع بجانب القمر الهلال هو شعار العديد من الدول الإسلامية مثل باكستان وتركيا وتونس، بحسب رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، محمد شوكت عودة.
ومن جهة أخرى فإن هذا الاحتجاب هو الاحتجاب الفلكي الوحيد الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة في وضح النهار، ويتميز أيضاً أنه سيكون مرئياً من جميع الدول العربية تقريباً.
وحيث إن هذا الاحتجاب سيحدث نهاراً في معظم الدول العربية، فينبغي على الراصد قبل أن يبدأ الاحتجاب بقليل أن يبحث أولاً عن الهلال الذي سيكون قريباً من الشمس، وهذا قد يتسم بالصعوبة نوعاً ما، إذ إن رؤية الهلال القريب من الشمس نهاراً ليست مهمة سهلة ولكنها ممكنة.
وبعد أن يرى الهلال ينبغي على الراصد أن يبحث عن الزهرة التي ستبدو كنجمة بيضاء لامعة ملاصقة للهلال، وهي أيضاً يمكن رؤيتها بالعين المجردة في وضح النهار، ولكن رؤيتها تحتاج إلى تركيز وخبرة، ولذلك ينصح الراغبون رؤية هذا الاحتجاب بالاتصال مع إحدى الجمعيات الفلكية المتواجدة في منطقتهم لإجراء الرصد بشكل جماعي مع أصحاب الخبرة.
وسيبدأ الاحتجاب في غرب العالم العربي بعد شروق الشمس بقليل، في حين أنه سيبدأ في شرق العالم العربي قرب وقت الظهيرة، وسيبقى الزهرة مختفياً خلف قرص القمر فترة من الزمن لتعود بالظهور بعد ذلك من خلف القمر. ومن لن يتمكن من رؤية الاحتجاب نهاراً فإنه بكل تأكيد سيعجب بمنظر الهلال بقرب الزهرة بعد غروب الشمس، فما على الراصد سوى الانتظار حوالي 30 دقيقة بعد غروب الشمس والنظر إلى جهة الغرب ليجد الهلال النحيل واضحاً فوق الأفق الغربي وبجانبه جرم أبيض لامع جدا إنه كوكب الزهرة.
هذا وتقوم بعض الجمعيات الفلكية العربية برصد وتوقيت مثل هذه الاحتجابات المهمة وترسل النتائج الرصدية إلى منظمة توقيت الاحتجابات الفلكية العالمية ومقرها في الولايات المتحدة وإلى منظمة رصد الاحتجابات القمرية ومقرها في اليابان، ويستفاد من رصد وتوقيت الاحتجابات بشكل عام في تنقيح مدار القمر وبالتالي ازدياد الدقة في تحديد موقعه في السماء وتحديد مواعيد الكسوف والخسوف ورؤية الهلال.
كما يستفاد من رصد الاحتجابات في اكتشاف النجوم الثنائية وبعض الاكتشافات المهمة الأخرى، فعلى سبيل المثال تم اكتشاف أن لكوكب أورانوس حلقات مثل زحل عن طريق رصد أحد احتجاباته، ولرصد الاحتجابات العديد من الفوائد المهمة الأخرى التي لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق رصد وتوقيت الاحتجاب.