هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_widget/twitter_widget" title="web widget">Twitter Widget</a></div>

4 مشترك

    بحبك يا بابا !!!

    اسامة جمال الدحدوح
    اسامة جمال الدحدوح
    جامعي جديد
    جامعي جديد


    تاريــــخ الإنتســاب : 19/08/2010
    المشاركات : 9
    الجنس : ذكر
    العمر : 43
    التخصص : اداب وحضارات
    مزاجك اليوم : Normal

    بحبك يا بابا  !!! Empty بحبك يا بابا !!!

    مُساهمة من طرف اسامة جمال الدحدوح الجمعة 27 أغسطس - 19:50

    نفحات رمضانية
    بحبك يا بابا ..


    للكانب اسامة جمال الدحدوح

    الغضب طاقة من نار ، تحرق الأخضر واليابس ، والشجر والحجر ، والغضبان والمغضوب عليه . فلم تكن الحكمة النبوية الحاضة على الابتعاد ، قدر المستطاع ، عن حياض الغضب ، والهروب بكل جسارة وقوة ، عند ميدان الانفعال ، وردات الفعل المزمجرة الناقمة ، إلا اصدق كلمة ، في التحذير من خطورة الغضب ، وداهية الانفعال ، ومصيبة التعامل مع الحدث المستفز بردة فعل موازية أو أضخم منها في أسوأ الأحوال . في صلاة التراويح ، بين كل أربع ركعات ، يقف ، في الغالب ، واعظ يرغب الناس في التمسك بالفضائل النفسية الحميدة ، والتضلع منها تارة ، ويرهبهم من الاقتراب من حمى الصفات الإنسانية السلبية المركوزة في النفس البشرية تارة أخرى . وإذا كان الغضب من الصفات السلبية المقيتة التي تعتلج في كل نفس بشرية ، فهي طاقة مدمرة في جميع الأحوال ، لكنها تتفاوت من شخص لأخر ، وتعظم عند رجل ، وتنخفض حدتها عند آخر. واعظنا هذه الليلة كان شابا ، عذب الصوت ، مجودا ماهرا للقران ، اسر قلوبنا بتلاوته الندية خلال الصلاة ، فلما انقضت الركعات الأربعة الأولى ، وقف فينا خطيبا عن الغضب ، وعن اثاره الملعونة على جميع أطراف المعادلة الغضبية . ثم أردف هذه الافتتاحية بقصة واقعية دعمت مقولته ، وخلاصتها التي ما تزال عالقة في ذهني هي : أن شخصاً مُعيلاً ، لم يكن لديه مصدر دخل ثابت ليقيت به أسرته ونفسه ، لجأ إلى البنك ليقترض منه عن طريق المرابحة ، سيارة من احدث الطرز ، ليعمل بها سائق أجرة ، فوافقه البنك إن هو امتثل لشروطه المتعلقة بهذا النوع من المعاملات البنكية ، وعلى رأسها توفير ضمناء يتقاضون رابتهم من نفس البنك ، سعى الرجل جاهدا على تحقيق الشروط ، فاتصل بأقربائه ومعارفه عله أن يجد منهم من يقف إلى جواره، فتمكن من إيجاد ضمين من أصل اثنين . أوشك ، بعد يأسه من توفير الضمين الثاني ، أن يغلق هذا الباب في وجهه، لأنه مل من البحث والتنقيب ، سيما في ظروف عاصرة ، خانقة للاقتصاد المحلي في غزة . سامح هو صديق حميم له ، شعر أخيرا ، بالحالة الصعبة التي يمر بها ، ورغم انه رفض في المرة الأولى التعاطي مع الفكرة ، لكنه راجع نفسه ، واستنشق من عبق هذا الشهر الإيماني ، قيم العطاء الأخوي النبيل ، فضمنه راجياً الأجر من الله تعالى . زغرد قلبه ، وانشرح صدره ، وصار قاب قوسين أو أدنى من امتلاك سيارة لا تجد لها أختاً في المنطقة التي هو فيها ، فهي من احدث الأنواع وأجودها وأغلاها ثمنا. لم يصدق نفسه وهو يقودها متجها بها إلى البيت ، لقد كانت تخلب الأبصار ، ولو رآها الحساد لحسدوها ، استقبله أحفاده ببهجة عارمة ولا كبهجة العيد ، ركنها عند البيت ، أحس بالتعب يلف جسده كعباءة ، أراد تناول قسطا من الراحة ، وقبل أن يلقي بجسده المنهوك على الفراش خرج كالمجنون صوب السيارة عندما سمع قشطاً فيها بالآلة الحادة ، كان خالد طفله الصغير هو الفاعل ، لم يتمالك نفسه أمام المشهد ، لقد فقد صوابه ، وترك للغضب أن يسيطر على مشاعره وأحاسيسه ، فأرعد وابرق وزمجر ، وانهال على فلذة كبده الصغير المسكين بالضرب المسعور ، ولم يكتفي بلكمات يديه الخشنتين ، بل التقط الة من الحديد الصلب كانت على مساحة قريبة منه ، وصار يضربه بها على كلتا يديه بضراوة . فقد طفله صوابه ، وغاب عن الوعي ، فحمله والداه المنزوع الحلم إلى المستشفى على عجل من أمره . ادخله الأطباء قسم العناية المركزة ونطقوا بكلمتين : حالته خطرة . تنزلت رحمة الله على هذا الطفل ، فبدأ يلتقط أنفاسه المفقودة ، ويستعيد وعيه المسلوب . لكنه لن يعود إلى البيت كاملا وسليما كما خرج منه . فالأطباء لم يجدوا سبيلا سوى بتر أصابع من يده اليمنى ، لقد تآكلت من شدة الضربات الحديدية الشيطانية ، وتهشهشت كقطعة بسكويت طازجة . جلس الطفل على سرير المشفى ينظر إلى يده اليمنى بحسرة وألم ، دخل الجاني عليه لزيارته ، كان المشهد مبكيا بحق ، تبادل الأب والابن نظرات تنطق بالفجيعة والكارثة . اقترب من طفله ، كاد أن يقع على الأرض ، تمالك نفسه ، كان صغيرا كنملة أمام براءة طفله ، قال له طفله " بابا رجعلي أصابعي ما بدي اقشط السيارة مرة تانية " انهار المجرم على الأرض ، لكنه استعاد وعيه بعد مدة ، عاد إلى البيت لينتقم من السيارة التي كانت السبب وراء ما حصل ، نظر إليها نظرة استحقار ، جعل يركلها برجله ، ويضرب على ظهرها بكلتا يديه ، تفحص الخدوش التي فعلها خالد ، والعجب الذي أذهله من جديد ، وجعله يبكي بحرقة حارقة ، هو أن الخدوش كانت عبارة عن حروف مضيئة ، كونت جملة صادقة من طفل برئ ، لقد وجدها تتألف من ثلاثة كلمات وهي : بحبك يا بابا .


    اسما
    اسما
    جامعي مبتدئ
    جامعي مبتدئ


    تاريــــخ الإنتســاب : 19/04/2010
    المشاركات : 60
    الجنس : انثى
    العمر : 34
    التخصص : تربيه لغه عربيه
    مزاجك اليوم : Cool 3

    بحبك يا بابا  !!! Empty رد: بحبك يا بابا !!!

    مُساهمة من طرف اسما الثلاثاء 7 سبتمبر - 18:26

    مشكوووور استاذ اسامه على المقاله حقاً رائعه


    المقاله تحمل في طياتها كم من العبر والعظات فلانجعل ساعه غضب تضيع اجمل ماعندنا


    ارجو تقبل مروري ...........
    avatar
    ورد البراري
    جامعي مقتـــدر
    جامعي مقتـــدر


    تاريــــخ الإنتســاب : 15/03/2011
    المشاركات : 935
    الجنس : انثى
    العمر : 31
    التخصص : .
    مزاجك اليوم : Normal
    الأوسمــــــة : بحبك يا بابا  !!! A310

    بحبك يا بابا  !!! Empty رد: بحبك يا بابا !!!

    مُساهمة من طرف ورد البراري الجمعة 29 يوليو - 7:45

    صح انه الواحد بيغضب بيخرج عن طوره بس مو لهاي الدرجه
    ربنا يغفر لنا
    بارك الله فيك اخي
    قوت القلوب
    قوت القلوب
    عضوه مميـــزة
    عضوه مميـــزة


    تاريــــخ الإنتســاب : 03/08/2011
    المشاركات : 1137
    الجنس : انثى
    العمر : 31
    التخصص : ارشاد نفسي وتوجيه تربوي
    مزاجك اليوم : Normal

    بحبك يا بابا  !!! Empty رد: بحبك يا بابا !!!

    مُساهمة من طرف قوت القلوب الخميس 4 أغسطس - 3:22

    فعلا مقالة رائعة
    مشكوووووووووور أخي أسامة على المقالة
    بدنا المزيد من المقالات الرائعة

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو - 15:23