سَألتكِ يا صَخْرةَ الملتقى ** متى يجمعُ الدهرُ ما فرَّقا
يا صخرةً جَمَعَتْ مُهجتين ِ ** أفاءا إلي حسنها المُنتقي
إذا الدهرُ لجَ بأقدارهِ ** أجدا علي ظهرِها المَوثقا
قرَأنا عليكِ كتابَ الحياةِ **وفضَ الهوى سرَها المغلقا
نرى الشمسَ ذائبةً في العُبابِ ** وننتظرُ البدرَ في المرتقي
إذا نشرَ الغربُ أثوابَه ** وأطلقَ في النفسِ ما أطلقا
نقولُ هل الشمسُ قد خضبَته ** وخلتْ بهِ دمَها المهرقا
أم الغربُ كالقلبِ دامي الجراحِ ** له طلبةُ عزٍ أن تلحقا
فيا صورةً في نواحي السحابِ ** رأينا بها همَنا المغرقا
لنا اللهُ من صورةٍ في الضميرِ ** يراها الفتي كلما أطرقا
يرى صورةَ الجرحِ طيَ الفؤادِ ** ما زال ملتهبا محرقا
ويأبي الوفاءُ عليه إندمالا ** ويأبي التذكُر أن يشفقا
ويا صخرةَ العهدِ أبت أليك ** وقد مزقَ الشملُ ما مزقا
أريكِ مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ ** والشيبُ ما كلَّلَ المفرِقا
شكا أسرُهُ في حبالِ الهوى ** وودَ على اللهِ أن يعتقا
فلما قضى الحظُ فكَ الأسير ** حنَ إلي أسرِه ِمطلقا