المطر..وحده المطر , لاشيء غيره...
لازلت حتى الآن اعشق هذا الساقط من السماء.
رغم انه لم
يعد يبعث الرائحة التي كنت اشتمها فيه .
كلما سقط مطر المدينة يأتي موحلا .
كأحلامنا المتعبة ...
كأن السماء تبكي وحدتي وتحدث صمتي .
أضواء الشوارع المعتمة تحاول كسر هذا الليل الجاثم على الصدور ..
وكنت أرقب عجزها ..
كنت كما كنت تعرفين أحرق الليل بسجائري المتسابقة إلى شفتي ..
المتسابق دخانها إلى صدري .
لأتعلم لعبة القتل .
طعم اليتم من الذات أكل أفراحنا ..
لوقت هو الوحيد الذي استطيع قتله ..
حتى هذه الكتابة تحولت مع الأيام وسيلة لقتل الوقت ولاشيء أكثر.
أيها الليل المتقارب على الانتهاء تمدد..
ففي صدري وقت لم تغشه..
تمدد لأفك لغز القول, أمسك سري ,أكتشف ذاتي أتملى وجهي قليلا وجهتي المقبلة
كأن السماء تبكي , أذكر الرمل الذي طوق الخطى .
وبقى غصة القدم المتعبة ..
أذكر الرمل والمطر ..
كان للمطر رائحة الكبريت ..
كنت أجري خلف أسراب السنونوات .التي تمضي بخيوطنا المعطرة إلى الجنة , هي تحجز لنا مكانا في الجنة
..هكذا تقول أمي
.. - هكذا كنت أقول –
كان للمطر رائحة سرقتها المدينة من أنفي ..
المدينة عجزت عن سرقة سمرتي..
لكنها غيرتني حين تكشفت أمامي , غلقت الأبواب , قميصي لم يقد من دبر فقط قلبي قد من كل الجهات......
راق لي