غزة - يوسف صادق
لم تكن سماح ابنة الـ19 من عمرها وهي تحكي قصتها لـ"العربية.نت" كحال صديقتها مها التي تجلس بجوارها. فسماح التي عصفت بها السنون وقسا عليها أهلها والأيام معاً، كانت غاية في التوتر والانفعال وهي تقول "يريدون أن يزوجوني رجلاً بعمر الـ70 عاماً". وتوجه إصبع الاتهام نحو والدها وإخوانها اللذين أجبروها على الزواج الثاني من رجل تجاوز الـ60 عاماً، بعد طلاقها من زوجها الأول.
وتعاني الفتيات الفلسطينيات من الزواج الإجباري الذي تفرضه عليهن أسرهن لأسباب عدة. أهمها حسب الباحث الاجتماعي محمد العقاد، الفقر الذي يعاني منه ربّ الأسرة.
وقال الباحث الاجتماعي لـ"العربية.نت": "يضطر ربّ الأسرة للموافقة على زواج ابنته التي لا تتجاوز الـ17 من عمرها، فوراً. ويعتقد بذلك أن دوره انتهى بمجرد ذهابها إلى بيت زوجها، لكنه لا يدرك أن الزواج المبكر من شأنه أن ينتهي بالطلاق، ما يزيد من ثقل الأب في التعامل مع ابنته المطلقة ومع المجتمع كذلك الأمر".
كواحدة من بين مئات الفتيات اللاتي تزوجن في عمر مبكر، تقول سماح التي تزوجت في الـ17 لـ"العربية.نت": "تزوجت شاباً كغيري من الفتيات، لكنني لم أتوفق في الحياة معه، ولم يمر سنة واحدة من عمر زواجنا، حتى عدت إلى بيت أهلي مطلقة. ولأن الوضع المادي الصعب جداً الذي يعيشه والدي كونه لا يعمل، وافقت على الزواج من رجل تجاوز الـ60 عاماً، لكنه ما لبت أن توفي بعد أشهر من زواجنا، ثم عدت أدراجي إلى بيت أهلي".
وتضيف سماح "اضطررت لأن أمثل دور المجنونة والمعقدة نفسياً، كي أتخلص من إلحاح والدي وإخواني على الزواج من رجل تجاوز الـ70 ربيعاً. وحتى اللحظة يعتقد أهلي بأنني فعلاً مجنونة، وأنا اُفضل ذلك على الزواج من عجوز. لقد جرّبت الزواج مرتين، لكنهما لم يكللا بالنجاح، ولن يكون بمقدوري أن أتزوج للمرة الثالثة وأنا أدرك أن الرجل السبعيني سيموت حتماً في أي لحظة".
ويرى الباحث الاجتماعي العقاد أن لجوء الفتاة لتمثيل دور المختلة عقلياً للهرب من الزواج، بسبب خوفها من فشله للمرة الثالثة على التوالي. وقال "هي تعاقب روحها عندما تدعي الجنون لأشهر. لكن السبب الرئيسي يعود لأهلها الذين يتعاملون بردة فعل المجتمع مع الفتاة المطلقة".
وأظهرت دراسة حديثة أن ما نسبته 37% من عقود الزواج في قطاع غزة كان سن الزواج فيها أقل من 17 عاماً. واعتبرت أن أهم الأسباب لتلك الظاهرة "هو التسرب من المدارس والأوضاع الاقتصادية السيئة، ما كرّس مفهوم تخفيض تكاليف الزواج إلى الحد الأدنى".
وحذَّر الأكاديمي أسامة فرينة من برنامج غزة للصحة النفسية من مخاطر الزواج المبكر. وقال فرينة لـ"العربية.نت": "14% من حالات الزواج في قطاع غزة للفئة العمرية 14ـ17 سنة انتهت إلى الطلاق، فضلاً عن أن أكثر من 40% من النساء المتزوجات في سن مبكرة، يعانين من مشكلات صحية مختلفة وآثار نفسية واجتماعية، وهو ما ينعكس سلباً على الأطفال الذين يمثلون الضحية الأولى لهذا الزواج".
وأرجع فرينة أسباب الزواج المبكر في الأراضي الفلسطينية لسياسية واجتماعية واقتصادية. وقال "ميل الكثير من الفقراء وذوي الدخل المتدني لتزويج بناتهم في سن مبكرة، للتخفيف من المصاريف وتكاليف التعليم وضغط المعيشة، فضلاً عن أن معظم الأسر تعتقد أن الزواج المبكر للفتاة ضمان وصيانة لشرف العائلة". وطالب الوزارات المعنية والمؤسسات الأهلية ووسائل الإعلام بضرورة القيام "بحملات توعية وتثقيف للأهالي حول مخاطر الزواج المبكر".
لم تكن سماح ابنة الـ19 من عمرها وهي تحكي قصتها لـ"العربية.نت" كحال صديقتها مها التي تجلس بجوارها. فسماح التي عصفت بها السنون وقسا عليها أهلها والأيام معاً، كانت غاية في التوتر والانفعال وهي تقول "يريدون أن يزوجوني رجلاً بعمر الـ70 عاماً". وتوجه إصبع الاتهام نحو والدها وإخوانها اللذين أجبروها على الزواج الثاني من رجل تجاوز الـ60 عاماً، بعد طلاقها من زوجها الأول.
وتعاني الفتيات الفلسطينيات من الزواج الإجباري الذي تفرضه عليهن أسرهن لأسباب عدة. أهمها حسب الباحث الاجتماعي محمد العقاد، الفقر الذي يعاني منه ربّ الأسرة.
وقال الباحث الاجتماعي لـ"العربية.نت": "يضطر ربّ الأسرة للموافقة على زواج ابنته التي لا تتجاوز الـ17 من عمرها، فوراً. ويعتقد بذلك أن دوره انتهى بمجرد ذهابها إلى بيت زوجها، لكنه لا يدرك أن الزواج المبكر من شأنه أن ينتهي بالطلاق، ما يزيد من ثقل الأب في التعامل مع ابنته المطلقة ومع المجتمع كذلك الأمر".
كواحدة من بين مئات الفتيات اللاتي تزوجن في عمر مبكر، تقول سماح التي تزوجت في الـ17 لـ"العربية.نت": "تزوجت شاباً كغيري من الفتيات، لكنني لم أتوفق في الحياة معه، ولم يمر سنة واحدة من عمر زواجنا، حتى عدت إلى بيت أهلي مطلقة. ولأن الوضع المادي الصعب جداً الذي يعيشه والدي كونه لا يعمل، وافقت على الزواج من رجل تجاوز الـ60 عاماً، لكنه ما لبت أن توفي بعد أشهر من زواجنا، ثم عدت أدراجي إلى بيت أهلي".
وتضيف سماح "اضطررت لأن أمثل دور المجنونة والمعقدة نفسياً، كي أتخلص من إلحاح والدي وإخواني على الزواج من رجل تجاوز الـ70 ربيعاً. وحتى اللحظة يعتقد أهلي بأنني فعلاً مجنونة، وأنا اُفضل ذلك على الزواج من عجوز. لقد جرّبت الزواج مرتين، لكنهما لم يكللا بالنجاح، ولن يكون بمقدوري أن أتزوج للمرة الثالثة وأنا أدرك أن الرجل السبعيني سيموت حتماً في أي لحظة".
ويرى الباحث الاجتماعي العقاد أن لجوء الفتاة لتمثيل دور المختلة عقلياً للهرب من الزواج، بسبب خوفها من فشله للمرة الثالثة على التوالي. وقال "هي تعاقب روحها عندما تدعي الجنون لأشهر. لكن السبب الرئيسي يعود لأهلها الذين يتعاملون بردة فعل المجتمع مع الفتاة المطلقة".
وأظهرت دراسة حديثة أن ما نسبته 37% من عقود الزواج في قطاع غزة كان سن الزواج فيها أقل من 17 عاماً. واعتبرت أن أهم الأسباب لتلك الظاهرة "هو التسرب من المدارس والأوضاع الاقتصادية السيئة، ما كرّس مفهوم تخفيض تكاليف الزواج إلى الحد الأدنى".
وحذَّر الأكاديمي أسامة فرينة من برنامج غزة للصحة النفسية من مخاطر الزواج المبكر. وقال فرينة لـ"العربية.نت": "14% من حالات الزواج في قطاع غزة للفئة العمرية 14ـ17 سنة انتهت إلى الطلاق، فضلاً عن أن أكثر من 40% من النساء المتزوجات في سن مبكرة، يعانين من مشكلات صحية مختلفة وآثار نفسية واجتماعية، وهو ما ينعكس سلباً على الأطفال الذين يمثلون الضحية الأولى لهذا الزواج".
وأرجع فرينة أسباب الزواج المبكر في الأراضي الفلسطينية لسياسية واجتماعية واقتصادية. وقال "ميل الكثير من الفقراء وذوي الدخل المتدني لتزويج بناتهم في سن مبكرة، للتخفيف من المصاريف وتكاليف التعليم وضغط المعيشة، فضلاً عن أن معظم الأسر تعتقد أن الزواج المبكر للفتاة ضمان وصيانة لشرف العائلة". وطالب الوزارات المعنية والمؤسسات الأهلية ووسائل الإعلام بضرورة القيام "بحملات توعية وتثقيف للأهالي حول مخاطر الزواج المبكر".