نفحات رمضانية " 13 "
أريد شيئا ما .
أقف على الشرفة . أفتح النافذة . أطل على الشارع العام ، فأرى ما أرى . ثمة أشياء في الشارع لا تحصى : مارة ، عربات ، حاويات قمامة ، بيت عزاء لرجل لا أعرفه ، هواء بارد أحس به و لا أراه ، و أشياء أخرى رأيتها وما أقلَّها ، و أخرى لم أرها و ما أكثرها . لو أملك ما أرى ، لاخترت الهواء جناحاً ، و السماء وطناً ، و النجوم كهرباءَ لا تخضع لقانون الحصار الظالم .
لو أملك ما تقع عليه عيني، لسافرت على أجنحة الهواء إلى وطني السماوي ، ولكنت أشعلت نجمة واحدة ، تكفيني نجمة ، فأنا أعرف أن النجوم لا تحرق ذاتها كالشموع ، و لا تحتاج زيتاً كالمصابيح ، و لا تطلب سولارا ، كمحطة توليد الكهرباء في غزة ، وممن تطلبها يا ترى .. من البلهاء الذين أطفئوا " لمبات الناس " و جلسوا تحت " المكيفات " يفكرون في أنجع الطرق لحل الأزمة ؟! وأخيراً تمخض الجبل ، فأنجب فكرة عقيمة و هي : " خصم دوري من رواتب الموظفين لتشغيل المحطة " . قبل قليل ، عدت من صلاة التراويح . وقفت على النافذة ، ساهماً و كاسفاً . كنت محزون الصدر ، مشتت الفكر ، أريد شيئاً ما ، شيئاً لا أعرف شكله ، و لا لونه . أريد شيئاً مجهولا ً، و نائياً ، لكنني لا أعرف ما هو بالضبط . كم قلت لزوجتي ، أيام كنا مخطوبين ، لو أنَّ لي شقتين ، في مكانين بينهما مسافة بعيدة ، كعلاقة بين شاطئين ، أو كجسر بين قلبين أحدهما من كوكب فضي و الآخر من سراب ، المهم أن تكون المسافة بينهما طويلة ًجداً ، حتى أشتاق إليك كلما حنت إليك صبابتي . يومها " استهبلتني " كمن يأتي بفكرة عبثية . هكذا هن الزوجات ، سجن لا فكاك منه ، و لا حرية بعده . لا يهمها أن أموت قهرا ًما دمت مربوطاً كالخيل إلى جوارها ، المهم أن أكون جوارها و حسب . أشعر بالعطش ، أفتح الثلاجة ، أحتسي عصير المانجو ، تسألني زوجتي بعدها ، لم لا ترجع القنينة إلى الثلاجة ؟ كم كان إحساسها مرهفاً بعذابات القنينة عندما أُخرجت ، و بالقوة ، إلى فضاء ساخن ، يفقد فيه عصير المانجو ، عذوبته ، كم كانت !! . و تكلمت عن آلامها و تركت لي ، صمتي ، و انصرفت . تدور عقارب الذكريات. كيف لا تدور ، و أمامي ، لا أرى أمامي أحداً . إلى أين تركض العربات التي كانت تراوح مكانها ، ويا للفجيعة ، بدون حركة ؟ ثابت هو الزمن ، أما نحن فندور كالسواقي ، تسرق الأيام ، حبنا للمستقبل الأبهى ، ومن جديد ، ترغمنا على اللف والدوران ، من يخدع من ؟ . لا أعرف ما أريد . تنام زوجتي . و أطفالي لا يحلمون بغير ألعاب الصباح الباكر .حبيبتي ، أيتها الأشباح ، لنفترق الآن .
أريد شيئا ما .
أقف على الشرفة . أفتح النافذة . أطل على الشارع العام ، فأرى ما أرى . ثمة أشياء في الشارع لا تحصى : مارة ، عربات ، حاويات قمامة ، بيت عزاء لرجل لا أعرفه ، هواء بارد أحس به و لا أراه ، و أشياء أخرى رأيتها وما أقلَّها ، و أخرى لم أرها و ما أكثرها . لو أملك ما أرى ، لاخترت الهواء جناحاً ، و السماء وطناً ، و النجوم كهرباءَ لا تخضع لقانون الحصار الظالم .
لو أملك ما تقع عليه عيني، لسافرت على أجنحة الهواء إلى وطني السماوي ، ولكنت أشعلت نجمة واحدة ، تكفيني نجمة ، فأنا أعرف أن النجوم لا تحرق ذاتها كالشموع ، و لا تحتاج زيتاً كالمصابيح ، و لا تطلب سولارا ، كمحطة توليد الكهرباء في غزة ، وممن تطلبها يا ترى .. من البلهاء الذين أطفئوا " لمبات الناس " و جلسوا تحت " المكيفات " يفكرون في أنجع الطرق لحل الأزمة ؟! وأخيراً تمخض الجبل ، فأنجب فكرة عقيمة و هي : " خصم دوري من رواتب الموظفين لتشغيل المحطة " . قبل قليل ، عدت من صلاة التراويح . وقفت على النافذة ، ساهماً و كاسفاً . كنت محزون الصدر ، مشتت الفكر ، أريد شيئاً ما ، شيئاً لا أعرف شكله ، و لا لونه . أريد شيئاً مجهولا ً، و نائياً ، لكنني لا أعرف ما هو بالضبط . كم قلت لزوجتي ، أيام كنا مخطوبين ، لو أنَّ لي شقتين ، في مكانين بينهما مسافة بعيدة ، كعلاقة بين شاطئين ، أو كجسر بين قلبين أحدهما من كوكب فضي و الآخر من سراب ، المهم أن تكون المسافة بينهما طويلة ًجداً ، حتى أشتاق إليك كلما حنت إليك صبابتي . يومها " استهبلتني " كمن يأتي بفكرة عبثية . هكذا هن الزوجات ، سجن لا فكاك منه ، و لا حرية بعده . لا يهمها أن أموت قهرا ًما دمت مربوطاً كالخيل إلى جوارها ، المهم أن أكون جوارها و حسب . أشعر بالعطش ، أفتح الثلاجة ، أحتسي عصير المانجو ، تسألني زوجتي بعدها ، لم لا ترجع القنينة إلى الثلاجة ؟ كم كان إحساسها مرهفاً بعذابات القنينة عندما أُخرجت ، و بالقوة ، إلى فضاء ساخن ، يفقد فيه عصير المانجو ، عذوبته ، كم كانت !! . و تكلمت عن آلامها و تركت لي ، صمتي ، و انصرفت . تدور عقارب الذكريات. كيف لا تدور ، و أمامي ، لا أرى أمامي أحداً . إلى أين تركض العربات التي كانت تراوح مكانها ، ويا للفجيعة ، بدون حركة ؟ ثابت هو الزمن ، أما نحن فندور كالسواقي ، تسرق الأيام ، حبنا للمستقبل الأبهى ، ومن جديد ، ترغمنا على اللف والدوران ، من يخدع من ؟ . لا أعرف ما أريد . تنام زوجتي . و أطفالي لا يحلمون بغير ألعاب الصباح الباكر .حبيبتي ، أيتها الأشباح ، لنفترق الآن .