بسم الله الرحمن الرحيم
نفحات رمضانية " 14 "
البنطال .. أحدث مفطر للصيام .. فعال
لست اقصد بالمفطر هنا ، كل ما من شأنه إبطال الصيام ، بل كل ما من أمره هدر جزء من اجر الصيام أو حتى هدره بالكلية . وإذا كانت معركة الرجل مع المرأة معركة قديمة ، نشأت منذ خَلق الخليقة ، وعصيان ادم لكلمات ربه فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ، فان هذه المعركة ، كما أنها قديمة ، فهي متجددة وتشمل كل مناحي حياة الرجل ، حتى وهو يقوم بأشرف أنواع العبادات الربانية ، التي تحتاج منه جهدا وتضحية وعطاءً ، كالصيام في شهر رمضان . ولأن المرأة ، فُطرت على غريزة التزين ، وحب الحلية ، وحب الخروج بأبهى صورة ، تعكس طبيعتها الأنثوية ، وتُظهر شيئاً من محاسنها الناطقة بهتافات تسترعي انتباه الرجل ، وإعجابه ، فهي إنما تقوم بهذا الدور ، في اغلب الأحيان ، من باب الإصغاء لأناشيد الطبيعة التي جُبلت عليها ، والغريزة المكنونة فيها ، أما قلة من النساء ممن يقمن بهذا الدور ، دور الزينة الصارخة ، إنما يهدفن إلى إيقاع الرجال ، في حُفيرات الاعجاب بهن ، وتلبية نداءات الأنوثة الجياشة بين اطوائهن . وبغض النظر ، عن الهدف الذي يدفع المرأة ، ويحركها ، بل ويشجعها أيما تشجيع ، على الإبداع والتأنق في زينتها التي تظهر بها للعامة ، إن في نطاق العمل ، أو الدراسة ، أو التداوي ، أو قضاء حاجتها التسويقية ، أو الخروج للترفيه في المتنزهات العامة ، أو لأي غرض آخر ، فانه مما لا شك فيه ، ولا مجال للجدال حوله ، هو أن ذلك التأنق ، وتلك الزينة ، تجذب إليها بقوة ، وشغف ، نظر الرجل وعقله وقلبه وحضوره وتركيزه ، كما يجذب المغناطيس قطع الحديد المتناثر ، وكلما كانت الزينة صارخة ، صاخبة ، جلية ، كانت قوى الجذب ، ومحركات الانتباه ، التي تسري في نفس الرجل ، بنفس المستوى من الزينة ، قوة ، وشغفا ، وانتباها . إن ما تفهمه المرأة حال خروجها بزينة سافرة سفور الشمس في وضح النهار ، هو أنها تقوم بأمر طبيعي اعتيادي ، لا ضرر فيه ولا ضرار ، وربما ، تزداد قناعتها بضرورة التزين الصاخب ، إن هي سمعت كلمة ثناء ، أو إطراء ، أو شكر من بنات جنسها ، ناهيك عن أن يكون من نصفها الآخر . والحق الذي لا ينكره عاقل ، أن المرأة المتزينة بزينة الكواكب ، والنجوم ، وما لمع في وجهها ، أو على ثغرها ، وما يلون خدها أو شفتيها ، بألوان الشفق ، أو بألوان قوس قزح ، وما حبَّر رمشيها بمداد الكحل ، وما حدد جفنيها ورسمهما بقلم التشذيب والتنحيل . بل الصدق الذي لا يكذبه نبيه ، أن الفتاة المتلألئة بزينتها الجلية ، بأساور المعاصم الرنانة ، وعقود الأعناق التي تشبه التحف الفنية ، والأقراط المتدلية من أذنيها كعناقيد العنب . بل شمس الحقيقة الساطعة ، أن الصبية الفتية الجريئة ، تلك التي تضرب بقيمنا الإسلامية عُرض الحائط ، فتطلع علينا ، متشحة بأثواب وزينات من اللباس متنوعة ، فتارة تلبس بنطالاً ضيقاً حازاً على جسمها ، لازاً على مفاتنها ويؤنسه قميصا زاهي الألوان ، أو بلوزة ( البدي ) حيث اعتادت بعض الفتيات لباسها ، وتارة ترتدي تنورة تضيق حتى تختنق ضيقاً على جسمها الغض ، فتبدو للناظرين ، وما أكثرهم ، كأنها دمية عاج ، أو غصنا ربيعيا رجراج ، تميل يمنة مرة وتميل يسرة مرة أخرى ، وقد تتشح ، تارة ، بجلباب لا هو محتشم ، ولا هو فاضح ، لكنه مشقوح شقحة تُظهر شيئا من بنطالها المستور ، ويزيدها زينة والقاً ، طريقتها في تصفيف شعرها وإخفائه وراء وشاح ، أحيانا يكون ، شفيفا ، يظهر أكثر مما يستر ، وأسلوبها التقليدي العصري في هندمة شعرها ، انها لا تتركه متهدلا وراء عنقها ، بل متكعبا ، مجموعاً على هيئة طُبة لينة أو تفاحة مستطيلة أكثر منها دائرية ، مرفوعاً ، ناشزاً ، بائناً ، كأنه راية لجذب الناعسين ، أو الغافلين عنها . لقد رأيت ، خلال الأيام الرمضانية المنصرمة عنا ، من هذا الشهر الفضيل ، كل أشكال الزينات ، وطرائق اللباس على فتيات غزة وصباياها ونسائها . وان كنت قد أعرضت عن الحديث عمن كن قد نزعن عنهن غطاء الرأس ، فخرجن ، في أبهى زينة محرمة ، وعمن كن قد تركن جيوبهن ، عرضةً لأشعة الشمس الحارة ، ونظرات الرجال الضارة ، لأنهن قلة في غزة ، أما الكثرة فقد أتيت على ذكرهن ، لأنهن يطفحن كالجدري ، وكالحمى ، في الأسواق ، وعند الجامعات وفيها ، وفي المتنزهات ، سيما ، بعد صلاة التراويح ، وبين كل شارع وزقاق متمدن شيئاً قليلاً . أيتها الصائمات في هذا الشهر الفضيل ، يا بنات غزة ونسائها ، من حقكن الشرعي الزينة ، والاهتمام بأنفسكن شكلاً وأسلوباً ، ولكن هذا الحق ، وذلك الاهتمام ، يجب ألا يطغى على جوهركن الأخلاقي المتفجر من ينابيع التعاليم الإسلامية الحنيفة ، وألا يكون للعامة ، وألا يكون فاضحاً ما أُمرنا بستره ، غير ملفت إلى ما عليكن إخفائه ، فلا تضوع معه رائحة الاستهتار بمشاعر الشباب الصائم ، فهو ، وان أَترع روحه ، من خمرة الإيمان ، فسكر معها ، وبها ، يجب ان يظل هكذا بقية الأشهر ، بل وبقية الدهر ، منادما للمحراب ، مستعفاً عن الشهوات ، ندي الكلمة ، سامق التفكير ، صائب النظر ، لا ينهض من رقدته في محاريب النفح القراني البديع ، بفعل أجراس زينتكن ، السائحة ، المندلقة ، الجارية ، صباح مساء ، في كل زاوية ، وعلى كل تراب ، وان كنتن لا بد فاعلات ما حلا لكن بأنفسكن من زينة ، فجمدوها ، على الأقل ، في هذا الشهر الفضيل ، حتى لا يضيع جهدنا بالنظر إليكن نظرات إعجاب وتأثر ، ويضيع مع الجهد الأجر والثواب ، فنصبح كمن صام عن الحلال ، وبالنظر على زينة النساء المحرمة افطر ، يرعاكن الله .
بقلم : أسامة جمال الدحدوح
نفحات رمضانية " 14 "
البنطال .. أحدث مفطر للصيام .. فعال
لست اقصد بالمفطر هنا ، كل ما من شأنه إبطال الصيام ، بل كل ما من أمره هدر جزء من اجر الصيام أو حتى هدره بالكلية . وإذا كانت معركة الرجل مع المرأة معركة قديمة ، نشأت منذ خَلق الخليقة ، وعصيان ادم لكلمات ربه فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ، فان هذه المعركة ، كما أنها قديمة ، فهي متجددة وتشمل كل مناحي حياة الرجل ، حتى وهو يقوم بأشرف أنواع العبادات الربانية ، التي تحتاج منه جهدا وتضحية وعطاءً ، كالصيام في شهر رمضان . ولأن المرأة ، فُطرت على غريزة التزين ، وحب الحلية ، وحب الخروج بأبهى صورة ، تعكس طبيعتها الأنثوية ، وتُظهر شيئاً من محاسنها الناطقة بهتافات تسترعي انتباه الرجل ، وإعجابه ، فهي إنما تقوم بهذا الدور ، في اغلب الأحيان ، من باب الإصغاء لأناشيد الطبيعة التي جُبلت عليها ، والغريزة المكنونة فيها ، أما قلة من النساء ممن يقمن بهذا الدور ، دور الزينة الصارخة ، إنما يهدفن إلى إيقاع الرجال ، في حُفيرات الاعجاب بهن ، وتلبية نداءات الأنوثة الجياشة بين اطوائهن . وبغض النظر ، عن الهدف الذي يدفع المرأة ، ويحركها ، بل ويشجعها أيما تشجيع ، على الإبداع والتأنق في زينتها التي تظهر بها للعامة ، إن في نطاق العمل ، أو الدراسة ، أو التداوي ، أو قضاء حاجتها التسويقية ، أو الخروج للترفيه في المتنزهات العامة ، أو لأي غرض آخر ، فانه مما لا شك فيه ، ولا مجال للجدال حوله ، هو أن ذلك التأنق ، وتلك الزينة ، تجذب إليها بقوة ، وشغف ، نظر الرجل وعقله وقلبه وحضوره وتركيزه ، كما يجذب المغناطيس قطع الحديد المتناثر ، وكلما كانت الزينة صارخة ، صاخبة ، جلية ، كانت قوى الجذب ، ومحركات الانتباه ، التي تسري في نفس الرجل ، بنفس المستوى من الزينة ، قوة ، وشغفا ، وانتباها . إن ما تفهمه المرأة حال خروجها بزينة سافرة سفور الشمس في وضح النهار ، هو أنها تقوم بأمر طبيعي اعتيادي ، لا ضرر فيه ولا ضرار ، وربما ، تزداد قناعتها بضرورة التزين الصاخب ، إن هي سمعت كلمة ثناء ، أو إطراء ، أو شكر من بنات جنسها ، ناهيك عن أن يكون من نصفها الآخر . والحق الذي لا ينكره عاقل ، أن المرأة المتزينة بزينة الكواكب ، والنجوم ، وما لمع في وجهها ، أو على ثغرها ، وما يلون خدها أو شفتيها ، بألوان الشفق ، أو بألوان قوس قزح ، وما حبَّر رمشيها بمداد الكحل ، وما حدد جفنيها ورسمهما بقلم التشذيب والتنحيل . بل الصدق الذي لا يكذبه نبيه ، أن الفتاة المتلألئة بزينتها الجلية ، بأساور المعاصم الرنانة ، وعقود الأعناق التي تشبه التحف الفنية ، والأقراط المتدلية من أذنيها كعناقيد العنب . بل شمس الحقيقة الساطعة ، أن الصبية الفتية الجريئة ، تلك التي تضرب بقيمنا الإسلامية عُرض الحائط ، فتطلع علينا ، متشحة بأثواب وزينات من اللباس متنوعة ، فتارة تلبس بنطالاً ضيقاً حازاً على جسمها ، لازاً على مفاتنها ويؤنسه قميصا زاهي الألوان ، أو بلوزة ( البدي ) حيث اعتادت بعض الفتيات لباسها ، وتارة ترتدي تنورة تضيق حتى تختنق ضيقاً على جسمها الغض ، فتبدو للناظرين ، وما أكثرهم ، كأنها دمية عاج ، أو غصنا ربيعيا رجراج ، تميل يمنة مرة وتميل يسرة مرة أخرى ، وقد تتشح ، تارة ، بجلباب لا هو محتشم ، ولا هو فاضح ، لكنه مشقوح شقحة تُظهر شيئا من بنطالها المستور ، ويزيدها زينة والقاً ، طريقتها في تصفيف شعرها وإخفائه وراء وشاح ، أحيانا يكون ، شفيفا ، يظهر أكثر مما يستر ، وأسلوبها التقليدي العصري في هندمة شعرها ، انها لا تتركه متهدلا وراء عنقها ، بل متكعبا ، مجموعاً على هيئة طُبة لينة أو تفاحة مستطيلة أكثر منها دائرية ، مرفوعاً ، ناشزاً ، بائناً ، كأنه راية لجذب الناعسين ، أو الغافلين عنها . لقد رأيت ، خلال الأيام الرمضانية المنصرمة عنا ، من هذا الشهر الفضيل ، كل أشكال الزينات ، وطرائق اللباس على فتيات غزة وصباياها ونسائها . وان كنت قد أعرضت عن الحديث عمن كن قد نزعن عنهن غطاء الرأس ، فخرجن ، في أبهى زينة محرمة ، وعمن كن قد تركن جيوبهن ، عرضةً لأشعة الشمس الحارة ، ونظرات الرجال الضارة ، لأنهن قلة في غزة ، أما الكثرة فقد أتيت على ذكرهن ، لأنهن يطفحن كالجدري ، وكالحمى ، في الأسواق ، وعند الجامعات وفيها ، وفي المتنزهات ، سيما ، بعد صلاة التراويح ، وبين كل شارع وزقاق متمدن شيئاً قليلاً . أيتها الصائمات في هذا الشهر الفضيل ، يا بنات غزة ونسائها ، من حقكن الشرعي الزينة ، والاهتمام بأنفسكن شكلاً وأسلوباً ، ولكن هذا الحق ، وذلك الاهتمام ، يجب ألا يطغى على جوهركن الأخلاقي المتفجر من ينابيع التعاليم الإسلامية الحنيفة ، وألا يكون للعامة ، وألا يكون فاضحاً ما أُمرنا بستره ، غير ملفت إلى ما عليكن إخفائه ، فلا تضوع معه رائحة الاستهتار بمشاعر الشباب الصائم ، فهو ، وان أَترع روحه ، من خمرة الإيمان ، فسكر معها ، وبها ، يجب ان يظل هكذا بقية الأشهر ، بل وبقية الدهر ، منادما للمحراب ، مستعفاً عن الشهوات ، ندي الكلمة ، سامق التفكير ، صائب النظر ، لا ينهض من رقدته في محاريب النفح القراني البديع ، بفعل أجراس زينتكن ، السائحة ، المندلقة ، الجارية ، صباح مساء ، في كل زاوية ، وعلى كل تراب ، وان كنتن لا بد فاعلات ما حلا لكن بأنفسكن من زينة ، فجمدوها ، على الأقل ، في هذا الشهر الفضيل ، حتى لا يضيع جهدنا بالنظر إليكن نظرات إعجاب وتأثر ، ويضيع مع الجهد الأجر والثواب ، فنصبح كمن صام عن الحلال ، وبالنظر على زينة النساء المحرمة افطر ، يرعاكن الله .
بقلم : أسامة جمال الدحدوح